6 nov 2012


السكينة... المودة ... والرحمة
يرفع كل سقف على أربعة جدران ... إلا بيت الزوجية رفع أو أسس على ثلاثة جدران السكينة ، المودة ، والرحمة... أما الجدار الرابع من الله عز وجل ....
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) } الروم
لو كل رجل وأمرأة بدأو حياتهم الزوجية على هذه الأسس الثلاثة ... بمعنى لو كانت المرأة هي سكن للرجل، وكان الرجل في المقابل ودودا ورحيماوقائم على كل احتياجاتها، لأصبحت بيوتهم وبيوت أولاده وأحفادهم  مثلا يحتذى به في السعادة الزوجية.
هذا لأن من يطبق  حدود الله ويتقي الله في نفسه وأولاده ويعامل الناس بخلق حسن، نور الله قلبه وحياته هو وكل من يتبعه من أهله....
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
الحب هو عالم لا يستطيع مخلوق التحدث عنه أو الإخبار به معتمدا على تجربته الشخصية أو على ما درسه أو على ما سمعه ...
 حتى ولو اجتمع العالم كله بخبراءه وعلماءه ليتحدثوا عن الحب كما حدث حتى الآن فإننا مستحيل أن نجد تعريف صحيح عن الحب...
 لأن الحب هو سر من أسرار النفس البشرية ... وهو معروف عند البشر بالهوى... وإن أردت أن تعرف شيئا عنه فثق تماما أن الحب الحقيقي يختلف تماما عن كل ما سمعت وما قرات وما رأيت من تجارب الآخرين خاصة وإن إنتهى بما لا تتمنى...
لأن الحب هو غذاء الروح.. وغذاء الروح عند خالقها.. ولكننا كلما نهوى شيئ نعتقد أننا نحب...إن الذي يحدث بين الناس هو تبادل مشاعر وأمنيات، ولكن الحب الحقيقي قد جعل له الله قنواته المشروعة النقية الطاهرة والمتعارف عليها بين كل الأسر الطيبة.
إن روحك ونفسك وعقلك وجسدك في حاجة شديدة للحب... وقد سمح الله سبحانه وتعالى لكل البشر أن يسلكوا منفردين كل مسالك الحب ليجربوه، فهناك من أحب بعقله، وهناك من أحب بمشاعره الهادئة أو الجياشة أو الطائشة، وهناك من أشبع غرائزه باسم الحب، وهناك من أحب حبا حقيقيا...
لقد سمح الله بكل ذلك حتى يكتشف بني آدم أن الحب الحقيقي ليس هو ما قد وجدوه بعيدا عن الله ورسوله...
أنظر أخي في الله رحمك الله، إلى حب الأم الذي يزيد رغم كل الظروف والمصاعب ، التى تصل أحيانا إلى حد لا يتصوره عقل.. وهو مجرد مثل حي وضعه الله في قلوب الأمهات لنعرف شيئا عن الحب الحقيقي..
 ولكي نعرف أكثر عن الحب،  جاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول لنا ماهو الحب... فقال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه... وهذا معناه بمنتهى البساطة أنك إذا أحببت شخصا وأردت الإرتباط به فخذ بيده وعرفه الطريق إلى تقوى الله والجنة، فيكون حبك له في الله ... وهذا الحب سيصاحبكما فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض...
وليؤكد لنا المعنى الحبيب المصطفى الذي كان بالمؤمنين رؤفا رحيما صلى الله عليه وسلم قال لنا:{ المرء مع من أحب.}.
كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما... فإن أحببت فأحب لله وخذ بيد من أحببت وتعرفوا سويا على الذي منحكما قلوبا لتحبوا وتعشقوا وليكن ذلك لوجه الله تعالى فيبارك الله لكما حبكما وتكون الذرية الصالحة هي ثمرة إرتباطكما على سنة الله ورسوله..
أخي واختي في الله .. إن رأيت فيها خيرا.. أو لامست فيها صوابا.. أو أحسست ان بها نفعا لأحد غيرك فلا تبخل عليه بها.. وهكذا تكون لك صدقة جارية بإذن الله.
هذا والله أعلى وأعلم ....

No hay comentarios:

Publicar un comentario