يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا
تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
أَلِيمٌ (104) . البقرة.
النداء
الأول من 88 نداء
الأثنين
28 فبراير
(2)
كلمتك
هي عنوانك.. وهي تسبقك إلى حيث مستقرك الأخير
والكلمة
صنفها الرحمن إلى طيبة وخبيثة
لا زلنا في النداء الأول عن قوة الكلمة وتأثيرها
في حياتنا.. النداء في غاية الأهمية، تلبيتك لنداء ربك دليل إيمانك.. وقد اخترت ان
نتحدث أولا عن أمر الله لنا ونهيه في قولوا ولا تقولوا .. حتى ندرك أهمية الكلمة
في حياتنا.. وحتى نصل إلى تحقيق الإيمان بالله تحقيقا واقعيا في قلوبنا وحياتنا..
فهيا بنا نعرف ما قاله ربنا عن الكلمة..
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25). إبراهيم
وهناك شق آخر للكلمة.. في منتهى الخطورة.. كلمة
مصير قائلها غضب من الله يقع عليه .. وتهوي به في نار جهنم والعياذ بالله ....
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ
مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم
ليس
لدينا في هذه الحياة مصدرا أو تصنيفا آخر للكلمة، وإن وجد فهو من كلام البشر، الذي
يمحوه ويسحقه كلام الرحمن الرحيم فهو سبحانه وتعالى رب العالمين، كما يمحو النور
الظلام ويقهر الحق الباطل..
إذا أخي في الله كل كلمة تقولها إما أن تكون
طيبة، وإما أن تكون خبيثة، على فكرة الكلام الذي لا يوافق سريرتك، هو أخبث الكلام،
مثلا أن تقول لشخص أحبك وأنت تكرهه، أو أن تمدحه بما ليس فيه، أو توافقه في قول
خبيث كسب أو لعن أو ما إلى ذلك..
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ
حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ
وَعَلَى لْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا
أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا
وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمًا (26)
أنت مسئول عن كلامك أمام الله، فاتقي الله فيما تقول،
لا تسب ولا تلعن ولا تكذب فتخرج من النور إلى الظلومات، لقد ألزم الله المؤمنين
كلمة التقوى، بمجرد أن تتقي الله في كل حياتك في كلامك وأفعالك أصبحت أهلا لكلمة
التقوى وأنت أحق بها من سواك،
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
الكلمة الطيبة من الله وهي لك نور تخرج بها من الظلومات.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة
والكلمة الخبيثة من الشيطان وهي ظلمة
في قلب قائلها وحزن وكآبة وقنوط ويأس ومزيدا من الخبث والظلام .
عنَّ أبا
هريرةَ قال عن النبي صلى الله عليه وسلم :
<< إنَّ
الرجلَ لَيتكلَّمَ بالكلمةِ ما يُلقي لها بالًا ، يهوِي بهافي نارِ جهنمَ ، وإنَّ الرجَلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ ما
يُلقي لها بالًا ، يرفعُه اللهُ بها في الجنةِ>> صحيح.
****
الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: المقاصد الحسنة -خلاصة حكم
المحدث: [صحيح]
الآن وصلنا إلى نقطة في غاية الخطورة، إن أخذناها في
اعتبارنا نستطيع أن نغير مسار حياتنا ونحول كل آلامنا وأحزاننا إلى العكس تماما،
إلى الراحة والإطمئنان والهدوء وعدم القلق الذي يقتل الناس، دققوا معي في الآية
التالية...
يَا بَنِي
آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ
يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ
إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ
لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف
كل هم الشيطان هو أن يكشف لك مساوئ أخيك الإنسان،
فتكرهه، وخاصة القريبين منك، مثل أخاك أو زوجتك او صديقك، ربما يقول لك صاحبك كلمة
لايقصد بها شرا، ولكن الشيطان يظهر لك الجانب الخبيث في كلمته لتكرهه وتتعارك معه،
ويوقع بينكم العداوة والبغضاء.
إذا وسوس إليك الشيطان يمكن أن تستعيذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم فتنتهي القضية، لكن لو وسوس إليك شيطانك ولاقت وسوسته
ميلا في نفسك،عشعش الشيطان بنفسك ولبدت نفسك به، وذلك بأن تروق لك فكرته
الشيطانية، فتخرج من ولاية الله العلي العظيم إلى ولاية الشيطان، لذلك في صلاتنا
يوسوس لنا الشيطان فلا نستعيذ فيظل معنا حتى تنتهي صلاتنا وتقذف بها الملائكة في
وجوهنا...
وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ (200) الأعراف.
هناك بعض المؤمنين عندما يوسوس لهم الشيطان يحدث معهم
شيئ عجيب وفي منتهى القوة، تابع معي تكملةالآية:
إِنَّ
الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا
فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
الأعراف
الشيطان لا يقترب منهم، ولكن يطوف عليهم من بعيد
فيرميهم بأفكاره الخبيثة، ولكن من كان في عصمة الله وقلبه وعقله عامر بنور الله
فإنه لايقع في مكر الشياطين. يرى محاولات الشيطان الخبيثة واضحة أمامه فيجتنبها.
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)إبراهيم.
أترككم اليوم مع هذه
الآية الكريمة تتفكرون فيها، وتتدبرونها، فإن كان إيماننا بالله قوي سنجد أنفسنا
ثابتين على الحق، لا يزعزنا عنه شيئ من الدنيا، ولن نتركه أبدا إلى الباطل، لأن
الذي تعود أن يعيش في النور لا يستطيع الحياة في الظلام.
الكلمة السيئة
الخبيثة أصلها فكرة من شيطان خبيث، يقدمها للإنسان في أحلى زينة وبريق ضمن كلمات
رنانة، فننخدع ونتبعها بغباءنا فنخرج من النور إلى الظلومات... والأسوأ من هذا
أننا إن لم نتوب بسرعة ونعود إلى الله تائبين نادمين مستغفرين، نصبح ممن تولاهم
الشيطان لأنهم خرجوا من ولاية الرحمن.
اللهم فاطر السموات والأرض،عالم الغيب والشهادة، رب كل شيئ ومليكه اشهد أن
لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه...
هذا دعاء اترككم في
رحابه لتدعون به في الصباح وفي المساء فيقيكم الله شر أنفسكم وشر الشيطان الرجيم
No hay comentarios:
Publicar un comentario