10 mar 2013

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ


جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ دورة تدريبية ربانية جديدة
هدفها هو إعادة بناء شخصيتنا الإسلامية
معتمدين في ذلك على وصايا رب العالمين ونداءاته لعباده المؤمنين.
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... في الحقيقة يؤلمني جدا أن يكون حالنا هكذا مما لا يرضي عدو ولا حبيب.. رغم أن عندنا في كتاب الله أسس ومبادئ لبناء المجتمعات الحرة العاملة العادلة والعابدة لله على مراد الله.. هذه الأسس والمبادئ هي كنوز حفظها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم لأبناء عصرنا هذا.. لشبابنا الحائر بين هذا وذاك.. لبناتنا المسلمات واللائي سيصبحن أمهات المستقبل..
كل هذه الكنوز لا زالت حتى عصرنا هذا غائبة عن كثير منا.. ولكنها محفوظة في كتاب الله بأمر الله، وهذا من فضله  وعظمته ورحمته على كل خلقه بصفة عامة وعلى أهل عصرنا بصفة خاصة والعصور المقبلة.
من هذه الكنوز وسائل صيانة الإنسان وحفظ كرامته ومكانته بين كل خلق الله، ذلك لأن الله خلق الإنسان علمه البيان وأسجد له ملائكته وجعله سميعا بصيرا.. ووضع له كتالوج الصيانة.. وظل يرسل الرسل على مر الزمان بكل ما يحتاجه الإنسان ليصون كرامته ويرقى بإنسانيته.. حتى اكتمل نموه واصبح قادرا على الإبداع.. فأرسل الله خاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق ..
يقول الدكتور النابلسي الدين هو الخلق.. ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان .. وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله ... لابد للإنسان لكي يتحلى بالأخلاق الإيمانية أن يتخلى عن كل ما هو سلبي فيه، مثل العادات السيئة والمعتقدات الخاطئة.. فلايمكن أن يجتمع الإيجابي مع السلبي ولا النور والظلومات.
بناء على كل ماسبق فكرت أن نعقد هنا في هذا المنتدى الموقر دورات تدريبية قرآنية ربانية لتصحيح مسارنا في حياتنا وإعادة بناء شخصيتنا الإسلامية الرائعة..
لذلك أرجو من كل من عنده الرغبة في التغلب على ما عنده من مشاكل من أي نوع.. وإلى كل من أراد أن يمضي في حياته الدنيا كجسر يعبر عليه ليصل إلى جنات النعيم .. وإلى كل من طحنته العادات السيئة والأفكار الدنيئة .. وإلى كل من أصابه الأحباط وجلس حزينا منتظرا ما لا يعرف إن كان خيرا أم شرا..
إلى كل هؤلاء أعرض عليهم قول ربهم لهم في كتابه والذي أرسل به نبيهم الذي به آمنوا، صلى الله عليه وسلم ... يقول الله تبارك وتعالى لكل هؤلاء :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران.
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
الآية لا تحتاج لشرح.. فهي والحمد لله واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.. كل ما علينا هو أن نلبي نداء ربنا.. ونسارع إلى جنة عرضها السموات والأرض.. وذلك بأن نتقي الله في أنفسنا ونصحح مسار حياتنا لنقهر كل ما هو من شأنه أن يؤلمنا ويعذبنا ... مثل الخوف والقلق ونقص الأموال والأنفس وفشل الأولاد وانحرافهم وسقوطهم فيما لا يحمد عقباه....

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة.
لهذا كل من يريد أن ينضم إلى مائدة الرحمن التى جاء بها خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم عليه أن يسجل أسمه معنا.. وليفكر معي في أسم نطلقه على صفحتنا هذه.. والدعوة عامة ومفتوحة، وهي محاولة لتتعانق قلوبنا وتتشابك أيدينا وتتوحد وجهتنا فنحظى برضى الرحمن وتأييده لنا.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا من أروع ما قيل في تاريخ البشرية:
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ
كما قال ايضا صلى الله عليه وسلم :
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى
[مسلم]
على هذا النهج سنسير بإذن الله .. متحابين في الله حقيقة.. ودليل هذا الحب أنك كلما استفدت شيئا أو إستطعمت شيئا مما تناولت من مائدة الرحمن فاجعل لأخوك في الإيمان نصيبا منه.
كما أنني فكرت أن نجعل لقاءنا مرة كل اسبوع.. نلتقي فيها كلنا .. نتعارف ونتناول بالفهم والتدبر ما رزقنا الله من رزق حسن .. فكل كلمة تقربنا إلى الله وتصحح مسارنا هي رزقا حسنا.. وهي من أحسن الأرزاق ..ثم بعد ذلك علينا أن نتعلم ديننا وذلك بالجلوس إلى العلماء والإستماع إليهم.. وبتدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. ثم محاولة أن نقدم كل ما عرفناه وتدبرناه وعملنا به إلى كل من حولنا من إخواننا..
هذا وادعو الله لي ولكم بما فيه الخير لنا ولإسرتنا ولكل من يهمنا أمره.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الصادق الوعد الأمين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .. والحمد لله رب العالمين .




No hay comentarios:

Publicar un comentario