من سنن القرآن الكريم التي فيها حياتنا وحياة قلوبنا

                           

6 رمضان

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

   سنن من القرآن الكريم

إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل

في الحقيقة لا أستطيع أن اتحدث عن السنن في كتاب الله تاركا أهم سنة في حياتنا، وهي التى بدأ بها سليمان عليه السلام خطابه لملكة سبأ.. قال الشيخ الشعراوي رحمه الله كل عمل ذي بال يجب أن نبدأه ببسم الله الرحمن الرحيم .. وهكذا يجب أن تكون كل حياتنا بسم الله الرحمن الرحيم .

1.    وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هذه أول سنة يجب أن نعض عليها بالنواجذ.                                       

الحقيقة أن حياة المسلم يجب أن تكون كلها بسم الله الرحمن الرحيم، يجب أن تكون حياتنا كلها بسم الله الرحمن الرحيم، نومنا ويقظتنا، حركتنا وسكوننا، زواجنا، عملنا، دعاءنا، تربية أولادنا، رعاية من نعولهم، بر والدينا، نفقاتنا، كل شيء نفعله يجب أن يكون بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }.

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ

لا نستطيع أن نقسم حياتنا على هوانا، أو على حسب الظروف، لابد وأن نتمسك بعقيدتنا سليمة طاهرة نقية وخالية من كل دس وبث وسوسة، فإن خلقنا ورزقنا ومماتنا ثم بعثنا لله رب العالمين، فكيف نعمل على هوانا، وكيف نطلب من غيره سبحانه رزقا أو عزا أو كرامة؟؟

2.               الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

سنة ثانية بعد بسم الله الرحمن الرحيم، يجب أن تكون موقفنا الثابت والذي لا يتغير أبدا تحت أي ظرف هو موقف الحمد لله رب العالمين لأننا لو دققنا قليلا في أم الكتاب، لوجدنا أن الذي علمنا صيغة الحمد هو المولى تبارك وتعالى، ونجد أننا بقولنا الحمد لله رب العالمين قد وضعنا الله تبارك وتعالى  بذلك المولى بين اسميه الرحمن الرحيم، فهما قبل الحمد لله رب العالمين وبعدها، أي أنه لو اتخذنا موقف الحمد لله رب العالمين، لو وقفنا عندها فكانت هي حالتنا الدائمة فلن نخرج أبدا عن رحمة الرحمن الرحيم إلا إلى مالك يوم الدين يوم البعث يوم الحساب يوم لا ظل إلا ظله سبحانه.

3. لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة.

سنة ثالثة يجب أن نعض عليها بالنواجذ وهو أن نلبي نداء ربنا، هذا هو أول نداء من الله للذين آمنوا، يكلفنا فيه بأن نتأدب ولا نقلد الكفرة والمشركين في كلامهم، فهم لا دين لهم وبالتالي لا أخلاق لهم، أخلاقهم زينة زينها لهم الشيطان تماما مثل المرأة التي تدهن وجهها بالألوان وينزل عليها المطر فيذه بزينتها ويظهر قبحها، ولكي نعرف أهمية الكلمة في حياة الأفراد والشعوب والقبائل والأمم تعالوا بنا نعيش مع الآيات التالية:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار (26)إبراهيم.

كل الكلام على اختلاف أجناسه وأوطانه وألوانه وقائليه أما طيب وإما خبيث، وهذا معناه أن كلمة واحدة خبيثة تفسد كل ما بداخلنا من الطيبات.. أستطيع أن أقسم على ذلك، أن كلمة واحدة خبيثة تفسد حياة مجتمع كامل.

فائدة:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ

هذه الآية تذكرنا أننا لله وأنا إليه راجعون، هو سبحانه الذي وهبنا الحياة بما فيها وماعليها، وهو سبحانه وهبنا قلوبنا وعقولنا ونفسونا وكل ما لدينا من نعم، ثم هو سبحانه ينهي رحلتنا القصيرة جدا في الحياة الدنيا مهما طالت، ثم هو يبعثنا إلى الحياة الحقيقية الخالدة، هل تريد أن تتذوق معنى الخلود؟ أجعل حياتك كلها لله رب العالمين، منامك ويقظتك فكرك ومشاعرك أهدافك وأحلامك كل ذلك اجعله لله رب العالمين تحصل عليه بغير شقاء ولا عناء