28 feb 2016

تلبية نداء ربنا دليل إيماننا الذي به تستقيم الحياة لنا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
نداء وسؤال  ينتظر الإجابة.png

ينادي علينا ربنا ليعطينا مايلي:
  1. لقب الإيمان وهو من أجمل وأعظم الألقاب التى عرفناها في حياتنا الدنيا.
  2. ليعطينا مقومات الحياة السوية السليمة.
  3. ليعلمنا كيف نواجه مطبات الحياة ومغرياتها.
  4. ليجعلنا نعبده وحده ولا نشرك بعبادته شيئا.
  5. ليعلمنا كيف نُحسن إلى أنفسنا ووالدينا وكل من يعيش معنا أو حولنا.
  6. ليعلمنا كيف نربي أولادنا.
  7. ليعطينا مفاتيح النجاح والفلاح والثبات وتحقيق الذات.
  8. ليعطينا ما يعنينا على كل ذلك.
  9. ليجعلنا نرى ونفهم ونعقل ونتأكد أن كل أمورنا بيده وأن يملك كل شيء  نحتاجه ولن نحصل عليه من غيره.
  10. ثم ليجعلنا من أحسن الناس وأشرفهم وأطهرهم فهو الذي قال سبحانه:
    [وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا]( سورة النساء125).
    كما قال سبحانه وتعالى:
    [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ] سورة فصلت 33.
إن شاء الله سندرس نداءات سورة البقرة وحدها، لنعيد تكوين أنفسنا ونجدد بالنداءات إيماننا بالعلي العظيم، حتى لا تجرفنا تيارات الفتن، وحتى نقي أنفسنا وأهلينا نارا وقودها الناس والحجارة كما جاء في النداء التالي:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ]
( سورة التحريم آية رقم 6).
ولدينا اليوم كل نداءات سورة البقرة لنأخذة فكرة عامة ونلقي نظرة سريعة، لنعود إلى كل نداء بتأني وتروي وتدبر، راجين من الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا.
النداء الأول:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)
من الآية التالية سندرك أهمية الكلمة:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
[سورة إبراهيم].
النداء الثاني:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
بالصبر نتذوق حلاوة الإيمان، ومن الصلاة نستمد طاقتنا المعنوية التى تمكننا من مواجهة جميع مواقف الحياة، وبهما معا نحظى بمعية الله العزيز الحميد.
النداء الثالث:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)
بعد أن طابت سريرتنا وتكلمنا بالطيب من الكلام، وبعد أن مارسنا الصبر وعرفنا أهميته في حياتنا وبعد أن أمدنا ربنا بالطاقة المعنوية اللازمة برعايته وعنايته بنا، الآن وجب علينا أن نعتني بجسدنا فلا نأكل إلا حلالا طيبا.
النداء الرابع:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)
الآن بعد أن أسسنا شخصيتنا الإسلامية على مستوى الفرد، أصبحنا مسئولين عن حياة من يشاركوننا الوطن بأن لا نقتل لأن هناك قانون السماء الذي لا يغفل فلابد من القصاص.
النداء الخامس:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو التدريب العملي الرباني للتقوى، فغاية الصيام هي تقوى الله، أن نتدرب على كبح جماح أنفسنا، وهكذا نرى أن النداءات تربينا تربية إسلامية ربانية محمدية، فكل نداء يجهزنا للذي بعده، فلا فوت ولا تفريط بإذن الله.
النداء السادس:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
بعد أن امتنعنا عن الحلال في نهار رمضان، أصبحت أنفسنا جاهزة ومستعدة للحياة مع الآخرين في سلام دائم، يبدأ من البيت ويتطرق إلى العلاقات الدولية، وهذا النداء يصاحبه أحاديث كثيرة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيننا على تطبيقه حرفيا بمحبة وود واحترام، سنذكرها إن شاء الله عندما نصل لهذا النداء.
النداء السابع:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)

الآن قد أصبحنا أصحاب فقه ومال وتجارة وعمل وكسب حلال، ولكي يبارك لنا ربنا في كل ذلك لابد من الإنفاق، هذه الآية جاءت مباشرة قبل آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، وكأني بالله العلي العظيم يقربنا منه سبحانه بالإنفاق في سبيله ومما رزقنا.
النداء الثامن:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)

وها نحن أمام خُلق عظيم، نزاهة اللسان، وعفاف النفس وارتقاءها، ينزهنا ربنا عن المن والأذى، حتى نمضي في حياتنا مرفوعين الرأس لأن كلامنا طيب، وأكلنا طيب، ومعاملاتنا طيبة، فما أجمل الإسلام وأعظمه.
النداء التاسع:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
توجيه من العزيز الحميد لأصحاب الأعمال والكسب الحلال الطيب، ولأصحات الآراضي الزراعية أن يعطو وينفقو بكرم وسخاء وطيب نفس، لأنهم عباد العزيز الكريم ذو العرش المجيد ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.
النداء العاشر:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)

آفة الإنسان، وآفة الأسرة، وآفة الدول الربا .. معظمنا قد عرفه عن قرب أو عن بعد.
النداء الحادي عشر:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ.
يقع في الدين كل من لم يطبق ما سبق من نداءات، يقع في الدين كل من تهاون ولم يربي نفسه بما ربانا به ربنا في نداءاته التى أعطانا فيها أجمل الألقاب وأعظمها فقال يا أيها الذين آمنوا.
ثم بعد ذلك لدينا في سورة آل عمران عدة نداءات تعلمنا وتدربنا على كيفية التعامل مع العالم الخارجي، وتحذرنا تحذيرات قوية حتى لا نقع فيما لا يحمد عقباه كما هو حاصل الآن.
وإن شاء لنا لقاءات قادمة ندرس فيها نداءات ربنا، لعل وعسى يهدينا الله بها ويهدي بنا  من حولنا.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك

22 feb 2016

العفو عطاء من الله أمرنا أن نأخذه لنطهر به قلوبنا من ضغائن الشياطين


خذ العفو.png

إن استطعنا أن نعفو عمن ظلمنا ونصل من قطعنا
فنحن من المحظوظين
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
[ سورة الأعراف ]
الإقبال على الله يتطلب الإمتثال لأمره .. وهنا لدينا أمر من العزيز الحميد الواحد القهار بأن نأخذ العفو، لأننا بغير عفو نكون في نفس دائرة المسيئين ..
بجانب أن العفو الحقيقي هو بمثابة عملية تفريغ لكل المشاعر السلبية تجاه الناس .. فإذا ما استطعنا أن نعفو عن الناس سيكون سهلا علينا أن نأمر بالعرف ..
وسوف يأتمر بهذا الأمر كل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر.. ثم بعد ذلك لدينا تصريح من العزيز الحميد بالإعراض عن الجهل والجاهلين..
وقد أعطانا الله سلاحا فتاكا يدفع بالشياطين وبالسوء وأهله إلى حيث يجب أن يتواجدوا في الظلام .
ثم يعلمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصايا قيمة جدا وفعالة كيف نستطيع أن نعفو بسهولة عن الناس:
(حديث مرفوع) (حديث موقوف) قَالَ عُقْبَةُ : ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الْأَعْمَالِ ، فَقَالَ :
" يَا عُقْبَةُ ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " .
عندما نروض أنفسنا ونصل من قطعنا نكون قد كسرنا حاجز الكبرياء والإباء فإنهما صفتان اتصف بهما الشيطان الرجيم  كما في الآية التالية:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
[ سورة البقرة]
فعندما نصل من قطعنا سنشعر بأننا انتصرنا على الشيطان وتخلصنا  من صفة كئيبة من يتصف بها تمنعه من دخول الجنة، إن فرحة تخطي سور أو حاجز القطيعة فرحة كبيرة جدا، فرحة تشاركنا فيها الملائكة فيبشرونا ويطمئنونا ويجعلو البركة في كل خطوة وكل كلمة وصل ووصال.

19 feb 2016

إذا استقام لسانك فأنت من المحظوظين



بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا وجودي بينكم أصبح قليلا .. والأسباب كثيرة .. ولكني لا زلت أشعر بأني مرتبط إرتباطا وثيقا بهذا المنتدى وبصفحتي وبالنادي وبكل أعضاء المنتدى وبكل الزوار الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم ...
أعرف أن بعضنا يعيش بعيدا عن وطنه وعن أهله.. والبعض الآخر يشعر بإستغراب ودهشة وربما بحيرة شديدة بسبب ما يحدث .. فإن من ليس عنده مشاكل يكفيه أن يرى مشاكل غيره .. ومن عنده قوت يومه يكفيه من الهم أن يرى ويسمع عن أطفال يعانون من كل ألوان الحرمان، لابيت لا طعام لا أمن ولا آمان ...
وأقوى ما في الأمر أن هناك تضارب في كل شيء .. فما كنا نعتقده صحيحا بالأمس أصبح اليوم سرابا أو وهما أو إلى آخره ...

لذلك فكرت أن نسترجع ما لدينا من حظ عظيم .. يكمن في اتصالنا الحقيقي بالعلي العظيم .. حظا يعطينا الطاقة والحيوية اللازمة لنواصل رحلة عودتنا إلى أصل وجودنا ..

حظا نشعر به .. ويدخل الفرحة إلى قلوبنا .. ويزيدنا علما وفهما وإدراكا لكل الحقائق .. حظا يجعلنا ننام ونحن مستسلمين كلية لله الواحد القهار ..

حظا يجعلنا نبتسم دائما للناس .. ونعطيهم شيئا من الثقة التى أصبحت في ظل الذكريات.. وشيئا من الحب والدفئ الإنساني .. فكلنا يحتاج إلى مثل هذا ..

أما الآن فدعونا نرى حظنا اليوم فهو من السماء .. حظا مؤكدا .. حظا لن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تفسده أو تحرمنا الإستمتاع به .. فتابعوني بقلب مفتوح وعقل محرر من كل السلبيات .. فإن النور لا يجتمع أبدا مع الظلام:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

[ سورة فصلت ]

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ
وهكذا نرى أن الإستقامة تقهر الخوف وتذيب الحزن .. وتفتح الأبواب لملائكة الرحمن ليبشرونا بالجنة وبالخير وبكل ما أعد الرحمن لعباده الكرام .. ولكن كيف تكون هذه الإستقامة؟ أو كيف نستقيم لله رب العالمين؟
يجيبنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ لسانُهُ ولا يدخلُ رجلٌ الجنةَ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ
إذا هي الأخلاق .. قال العلماء الإيمان هو الخلق.. ومن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في الإيمان.. واليوم سأستودعكم سرا سيذهب عنا جميع منغصات الحياة وسيجعلنا سعداء رغم أنف من لا يريد ...
مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا
هذا هو السر .. أن نكون حالنا الحقيقي من الداخل شاكرين لله رب العالمين .. ولكي نعرف هل نحن فعلا شاكرين لله علينا أن ندرس ونراقب عن قرب حالنا قبل الشكر وبعده .. فإن زاد إيماننا بالله .. فإن زاد حبنا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. فإن ذهب عنا الغم والقلق والحزن .. فإن استطعنا أن نعفو عمن ظلمنا .. فإن استطعنا أن نمد غيرنا بما يحتاج ماديا ومعنويا .. إن استطعنا كل ذلك فنحن فعلا قد شكرنا ربنا تبارك وتعالى وقد زاد إيماننا.
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهكذا سنرى أثر إيماننا الحق بالله العلي العظيم في كلامنا .. الطريقة التى نتكلم بها مع الناس.. خاصة من ليسوا على وئام معنا.. [ هذه مرحلة تحتاج لوقت ومراقبة شديدة للنفس وطريقة كلامنا ] كل محاولة لتصحيح مسارنا ستزيدنا حبا لله ولكل خلق الله وأولهم أنفسنا .
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وهذه هي الطريقة المثلى والمؤكدة والسارية المفعول أن ندفع بالتى هي أحسن .. زمان علمونا ونحن أطفال أن نقول لمن أغضبنا أو أساء إلينا [ الله يسامحك ] ...
ياريت نرجع تاني لهذا الخُلق العظيم  وندرس عن قرب طفولتنا ففيها شخصيتنا وفيها تختبئ النفس وتتقلب بين جنبات الذكريات.
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

مرة تانية نعود إلى الصبر الجميل .. فهو مدخلنا إلى كل حظ عظيم .. صبرا يجعلنا نرى أن ما يحدث حولنا مما ينغص علينا حياتنا هو رحمة كبيرة جدا من الرحمن الرحيم.. فهو يبتلي خلقه ليقومهم ويبعدهم عن النار وعن عبادة الطاغوت.


16 feb 2016

حظك اليوم من السماء وهو بإذن الله عظيم







ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
[ سورة الأعراف ]
حظك اليوم مرتبط بدعاءك وهو بإذن الله عظيم

قال الله تبارك وتعالى:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
[ سورة غافر]

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لِابْنِ نُمَيْرٍ ، قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا ، وقَالَ لآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ، كَانَ يَقُولُ :
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " .

قال العلماء أن الدعاء هو العبادة.. فادعو الله بما تطيب به نفسك فلعلك تكون من أصحاب الحظ العظيم.




15 feb 2016

انصحكم بمشاهدتها .. أبلغ ما قاله الدكتور محمد راتب النابلسي .



جزاك الله عنا خيرا .. لقد شرح لنا المنهج الإسلامي كله بحذافيره بقضاءه وقدره بأحداثه الكبيرة والصغيرة العالمية والمحلية وعلى مستوى الفرد والأسرة والعالم في محاضرة هي جد شيقة جدا ومهمة جدا وتزيل الغشاوة حتى إننا لن نجد شيئا مبهما وبغير فهم بعدها فجزاك الله خيرا وأطال الله لنا في عمرك وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله رب العالمين

برنامج وينكم الحلقة السادسة - د. محمد راتب النابلسي

14 feb 2016

العفو هو الوسيلة الربانية لتفريغ غيظ قلوبنا

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ سورة آل عمران ]
خلال النهار وخلال حياتنا اليومية التى نمارسها تقريبا بشكل تلقائي وبناء على البرمجة التلقائية التى يقوم بها عقلنا الباطن تترسب ردود فعل كبتناها، لم نقوم بها، ويحتار العقل ماذا يفعل بها، فيخزنها في ملف السلبيات، والنفس تظل مكبوتة مغتاظة تتحين الفرصة لتصيح أو لتنفجر في أحد الناس

    يمر اليوم ويأتي موعد النوم، ننام لأننا مجهدين، وننام لأن الله أراد أن يرحمنا بالنوم، وهنا ينشط العقل الباطن، مع النفس وما بها من كبت، فنرى ما يفزعنا ويقلقنا، ويذهب عنا هدوء النوم، وهنا يأتي دور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلمنا ويدربنا كيف نتخلص من فزع النو م ومن الأحلام المزعجة ومن همزات الشياطين .

    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
في كل مرة نكظم فيها غيظنا لابد من عملية التفريغ بعدها، أن نفرغ ما في قلوبنا من غيظ وذلك بالعفو عن الناس لكي يعفو الله عنا، ثم نزكي أنفسنا بعملية الإنفاق ويا حبذا لو أنفقنا على من أغاظنا ولو بكلمة طيبة ندعو له فيها بالهداية.. هنا سترتاح نفوسنا وتطمئن قلوبنا وتسمو وترقى أفكارنا.
هذا والله أعلى وأعلم




11 feb 2016

راحة بالك من راحة قلبك وكله بيد الله


[ سورة الأحزاب]
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - خلاصة حكم المحدث: حسن.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
[ سورة الأحزاب]
وهل يطمع شخص في أفضل من هذا الفوز العظيم من لدن العلي العظيم؟
من أجل أن تدوم العلاقة بين اثنين يجب أن يكون هناك هدف مشترك بينهما، ويجب أن يتعرف كل منهما على نقاط القوة في الآخر لينميها ويستفيد منها، مع العلم أن الطاقة الموجودة بداخلنا عندما نكتشفها وننميها فإنها تتوالد تماما كالخلية الحية تتوالد وتتكاثر ثم يأتي وقت حصاد ثمرها .
ومن فضل الله تبارك وتعالى أنه جعل لكل طاقة بداخلنا نكتشفها ونضعها في حيز التطبيق الجو والمناخ المناسب لتنمو وتكبر وتترعرع، وذلك بدليل الآية التالية:
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
[سورة إبراهيم 37].
لابد من الحركة، والأخذ بالأسباب، ولابد أن يعمل كل واحد من أجل راحة الآخر، وذلك لن يكون إلا إذا كان الحب في الله [ بمعنى أن يتقي الله فيها وتتقي الله فيه].
كلنا يعرف الآن الخير الوفير في مكة المكرمة، أجمل ما في العالم من كل شيء تجده هناك، إذا كل ما علينا عمله لنقتل الفتور الذي يصيب مشاعرنا وأفكارنا هو أن نفعل كما فعل سيدنا إبراهيم، نبحث عن سكن نفسي، وسكن روحي، وسكن فكري، مع من نعيش ونتمنى له الخير.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
[سورة محمد].
لا شك أن راحة البال هي غاية جميلة يتمناها كل إنسان، بل هي الهدف الأساسي الذي نبني عليه حياتنا العامة والخاصة، إنه الإستقرار النفسي والمادي والعاطفي والفكري كل ذلك من عوامل راحة البال..
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
إذا السيئات التى نرتكبها هي التى تقضي على راحة بالنا، ونشعر بعدم راحة البال عندما يصيبنا القلق من أي جهة، أو يصيبنا الفتور العاطفي أو الفكري، فيبدأ القلق، وتبدأ الوسوسة، والحل هو :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ " .
لو نظرنا في الآية السابقة وو ضعناها جنبا إلى جنب مع هذا الحديث النبوي الشريف لأستطعنا أن نرى بوضوح أن من طبيعة البشر أن يهوى راحة باله، أن يحب ما يسعده أن يتمنى أمنه وآمانه واستقراره وكل ذلك من عوامل راحة البال..
الآن دققوا معي رحمكم الله، سنضع الحديث الشريف جنبا إلى جنب مع هذه الآية الكريمة ونتدبرهما معا تدبر القلب ‏المحب المطيع لمن يحب...‏
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ "
سنكتشف أن كلمة الإيمان أحيانا يكون معناها الحب، وأحيانا تحمل معنى زيادة الإيمان، وأحيانا تعني الإقبال على الله، وأحيانا تعنى الطاعة والإخلاص لله، فالإيمان مرتبط ارتباطا وثيقا بمشاعرنا وعقيدتنا وأفكارنا ، فعندما نرتاح في علاقاتنا مع الله فإننا نهوى ونعشق هذا ولا نستطيع العيش بدونه..
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
مما لا شك فيه أن كل واحد من الزوجين يهوى شيئا في الآخر، والذي يحدث أننا ننشغل عن ما نهوى، فيتلاشى رويدا رويدا من حياتنا، وتأخذنا بل تقتنصنا العادات والأعمال والروتين اليومي، ويتحول هذا الروتين إلى العلاقات الزوجية، فهو قد اعتاد ما تفعل هي، وهي كذلك..
ولكن المرأة جعل الله فيها خاصية مهمة جدا، فهي تشعر بنقص الحب، ونقص الإهتمام، وفتور المشاعر...
وفي الوقت نفسه جعل الله في المرأة قدرة فائقة تجذب بها زوجها وتشده شدا، ولكن ضغوط الحياة ومشاكلها تضغط بشدة على هذه الخاصية في المرأة، فبدلا من استعمالها واستغلالها فهي أحيانا تكتفي بالشكوى ولا تتقدم خطوة واحدة من أجل إنقاذ حياتهما أو حبهما، ثم تفعل مثله تماما وتلقي اللوم عليه أو عليها.
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
( سورة النساء 128)
يا سبحان الله، لقد حمّل الله المرأة المسئولية في الحفاظ على زوجها، فهي إن رأت منه إعراضا أو جفاءا أو أهمالا أو ميولا إلى أخرى عليها أن تحاول إصلاح هذا فإن فشلت فلتستدعي أحد الناس من أهل الخير وأهل الثقة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
لا يجب بحال من الأحوال أن يترك أحدهما أو كلاهما التعامل بعفوية، وبصدق وأمانة، ويجب الأخذ بكل أسباب الإستمرار .. حتى إذا نفذت أسباب أحدهما دعى الله مخلصا له الدين أن يصلح لهما حالهما .. القول السديد كالعصا السحرية في يد الساحر أو           [ EL MAGO ]