جدد أفكارك بتجديد إيمانك
وجدد إيمانك بتجديد عهدك مع الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( كل فكرة فعالة من دونها كل فكرة هائلة ))
د/ إبراهيم الفقي رحمه الله
***
أهل محبتي وأهل ديني وأهل علمي أعضاء النادي الكرام.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...أما بعد :
كل فكرة فعالة .. أي كل فكرة نضعها في حيذ التنفيذ، وأيضا كل فكرة تتحقق فعاليتها في حياتنا العامة والخاصة، وأيضا هي كل فكرة أخبرنا بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استنبطناها من كلامه أو من غزاواته أو من نصائحه أو من حكمته البالغة..
من دونها كل فكرة هائلة .. أقل منها وأدنى منها وأقلها أهمية كل فكرة غير فعالة حتى ولو كانت فكرة كبيرة جدا ورائعة جدا وهائلة جدا .. طالما إنها غير فعالة فهي كفقاعة الهواء .. لا تأتي بنتائج قيمة...
اليوم لدينا لقطة صغير من غزوة عظيمة .. هي غزوة خيبر .. نقلتها من أحد المنتديات .. وهي تلخيص موجز ننطلق منه إلى فكرتنا اليوم ..
كانت خيبر مكونة من حصون منيعة عالية, عمل اليهود على تحصينها وحمايتها, وصل الرسول "صلى الله عليه وسلم"وجيش المسلمين الى « خيبر » وحاصرها, فالتجأ اهلها الى الحصون خائفين, واغلقوا عليهم الابواب, وامام حصونها المنيعة ارتدت فى اول كتيبة قوية يقودها « ابو بكر الصديق», وفى اليوم الثانى ارتدت كتيبة اخرى يقودها « عمر بن الخطاب ».
لم يجزع الرسول "صلى الله عليه وسلم" وانما القى على صفوف المسلمين كلمة متفائلة, وقال:« لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسولة, ويحبة الله ورسولة, يفتح الله على يديه ».
يقول « عمر بن الخطاب » -رضى الله عنة- « ما تمنيت الامارة قط الا ذلك اليوم, رجاء ان اكون من يحبه الله ورسولة».
*حامل الراية:
اصبح الصباح, واقبل المسلمون على رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وكلهم شوق الى معرفة الرجل الذى سيعطية النبى"صلى الله علية وسلم" الراية, والذى سيتم فتح هذا الحصن على يديه. ونادى الرسول "صلىالله علية وسلم" على « على », فقال: « هأنذا يا رسول الله! » وكان بعين « على » رمد, فمسح النبى"صلى الله عليه وسلم" عليها فشفيت باذن الله واعطاه الراية.
وفتح سيدنا علي الحصن ..ونكتفي بهذا القدر من القصة وكل من يريد أن يستزيد سيجدها على صفحات الإنترنيت.
الآن دققوا ... ما فعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن عادت كتيبة سيدنا أبو بكر الصديق في اليوم الأول، ثم عادت كتيبة سيدنا عمر ابن الخطاب في اليوم الثاني .. قام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكمته البالغة ورؤيته الصائبة وفطرته الزكية ببعث روح الأمل والتفاؤل وإنشراح الصدر وإحياء القلوب بعد أن تعرضت لموقفين في غاية الصعوبة .. بعد أن استعصى فتح خيبر على الصديق وعلى الفاروق ..
لقد أعطي للمسلمين حينئذ ولكل المسلمين في جميع أنحاء العالم وحتى تقوم الساعة .. أعطاهم طريقة تحويل الصعب إلى السهل .. واليأس إلى أمل .. والإضطراب إلى ثبات .. وزعزة الفكر والمشاعر إلى الثبات والإصرار والتطلع إلى الأفضل دائما .. فقال صلى الله عليه وسلم :
« لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسولة, ويحبة الله ورسولة, يفتح الله على يديه »
وهكذا بات الجميع يحلم ويتمنى أن يكون هذا الرجل .. لقد قضوا ليلتهم في تضرع إلى الله .. ورجاء في الله .. وتجديد إيمانهم وحيويتهم وأحياء حب الله ورسوله في قلوبهم ..
وهذا قد قطع الطريق أمام ضعف النفوس .. وأمام وسوسة الشياطين .. وأمام الضعف بكل صوره .. وأمام الهوان والهوان واليأس .. لأن كبار الصحابة عادو دون الفتح .. وهذا شيئ جد كبير على كل النفوس حديثة العهد بالإسلام.
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
من هنا يجب أن تنطلق أفكارنا .. ومن هنا يجب أن نجدد إيماننا .. وتجديد الإيمان بتجديد الأمل والرجاء في الله .. وفي استعادت كل ذكرياتنا الجميلة مع القضاء والقدر .. ومع عطاء الله المستمر بغير انقطاع لنا ولجميع خلقه ..
فتجديد الإيمان بالله يسحق اليأس والتردد والذبذبة ... ويضع الشيطان حيث مكانه مع الكفرة والمشركين في سلة القاذورات حيث الحشرات والفيروسات والأمراض والروائح الكريهة التى لا يجب أن نقترب منها .
No hay comentarios:
Publicar un comentario