قال الله تبارك وتعالى في محكم آياته:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)} النساء.
القول السديد يحتاج منا إلى اتباع منهج الله، ويحتاج إلى الإقتداء بسيدنا رسول الله، لأننا لن نستطيع أن نصل إلى هذا المستوى الأخلاقي الرفيع إلا إذا وضعنا شخصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام أعيننا، بدليل الآية التالية :
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
سورة البقرة.
وفي الآية التالية على هذه يدلنا ربنا تبارك وتعالى كيف نصل إلى هذا المستوى الرفيع من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحقق في حياتنا العامة والخاصة اليومية والإعتيادية ما أمرنا به الله ورسوله:
قال الله تبارك وتعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
سورة البقرة.
وهكذا نرى أننا لن نستطيع أن نحقق شيئا من النجاح والفلاح أو أي هدف من أهداف الحياة النبيلة إلا إذا استعنا بالصبر والصلاة.
وعن الصبر يكفينا أن نعرف أن الله تبارك وتعالى قدمه وقرنه بالصلاة التى فرضت فوق سبع سماوات..
الفريضة الوحيدة التى استدعى لها ربنا خير خلقه وخاتم أنبياءه ورسله الذي بعثه بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ليعود إلينا بصلاة كانت كتابا موقوتا، وكانت له قرة عين، فيها راحة وشفاء وخطاب من الله العزيز الحميد ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ
[ سورة البقرة الآية رقم 83].
ومن هنا نكتشف أهمية الكلمة، ونكتشف أيضا أن المتكلم هو الذي يحدد قوة كلمته وفعاليتها، فإن كانت صادقة فستعرف طريقها إلى القلب والعقل والفؤاد، إما إن كانت غير ذلك فهي كعود الثقاب سريعا ما يشتعل وسريعا ما ينطفئ وسريعا ما نهمله.
إذا فلدينا هنا تقسيم من رب العالمين للكلمة على عمومها واختلاف أوطانها ولهجاته ولغاتها، فالكلمة إما طيبة وإما خبيثة.
وحتى لا أطيل على حضراتكم سنختم بهذا الحديث على أن نواصل لقاءنا في ظلال أسرار الحياة .. أسرار النجاح .. أسرار السعادة المتوارية خلف أسوارها.. الآن مع الحديث النبوي الشريف، وإلى أن نلتقي لكم منى كل محبة ومودة وأخوة في الله سبحانه وتعالى :
{ إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه}.
المحدث: الألباني، وخلاصة حكمه : صحيح.
No hay comentarios:
Publicar un comentario