أَفَلَا تَعْقِلُونَ
عقلك هو خادمك الأمين أعطاه الله أعلى مقام
فلا تجعل لأحد عليه سلطان فيقع في الظلام
|
هذه الكلمة جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى 13 مرة .. أي نعم 13 مرة يسأل المولى عز وجل الناس سؤال توبيخ وتأنيب وفي الوقت نفسه تذكرة لمن يخشى إذاَّ فلنرى مكانة العقل في حياتنا على لسان على ابن أبي طالب رضي الله عنه :
- عن عليٍّ قال أشدُّ خلقِ ربِّك عشرةٌ الجبالُ والحديدُ ينحِتُ الجبالَ والنَّارُ تأكُلُ الحديدَ والماءُ يُطفِئُ النَّارَ والسَّحابُ المُسخَّرُ بينَ السَّماءَِ والأرضِ يحمِلُ الماءَ والرِّيحُ ينقُلُ السَّحابُ والإنسانُ يتَّقي الرِّيحَ بيدِه ويذهَبُ لحاجتِه والسُّكرُ يغلِبُ الإنسانَ والنُّومُ يغلِبُ السُّكرُ والهمُّ يمنَعُ النَّومَ فأشدُّ خلقِ ربِّك الهمُّ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.
قال أشدُّ خلقِ ربِّك عشرةٌ:
1. الجبالُ.
2. والحديدُ ينحِتُ الجبالَ.
3. والنَّارُ تأكُلُ الحديدَ.
4. والماءُ يُطفِئُ النَّارَ.
5. والسَّحابُ المُسخَّرُ بينَ السَّماءَ والأرضِ يحمِلُ الماءَ.
6. والرِّيحُ ينقُلُ السَّحابُ.
7. والإنسانُ يتَّقي الرِّيحَ بيدِه ويذهَبُ لحاجتِه.
8. والسُّكرُ يغلِبُ الإنسانَ.
9. والنُّومُ يغلِبُ السُّكر.
10. والهمُّ يمنَعُ النَّومَ فأشدُّ خلقِ ربِّك الهمُّ
إذا السكر يغلب الإنسان فيجعله يهوي إلى الأرض .. إلى حيث تعيش المخلوقات الأدنى منه .. فإن الجبال قد تناطح السحاب .. فإذا ما سكر الإنسان هبط إلى ما لا يليق به كإنسان...
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
من الواضح أن الشرك بالله فيه خطر عظيم لأنه يخر بنا من فوق قمم الإيمان إلى مكان سحيق والعياذ بالله .. وعندما نندفع وراء شيئ ما وننساق إليه بغير الضوابط التى جعلها الله تبارك وتعالى فسوف نسقط ونقع ونصبح فريسة سهلة ..
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ
هذا هو ما يحدث عندما نهبط وتهوى بنا الريح، نجد أنفسنا وجها لوجه مع الرغبات والشهوات والعربدة والفسوق.. لأن الهم يأكل قوتنا ويقتل إرادتنا ويضعف الإيمان فينا أو يموت ويجعلنا نعيش في دائرة مغلقة مظلمة بحيث لا نرى إلا ما أهمنا وأغمنا.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
بمجرد أن يستخدم الإنسان عقله سيرى الحق حقا .. عندئذ يستطيع أن يواجه الدنيا بما لديه من معرفة ورؤية واضحة للحق.. ويُصبح جاهزا ومستعدا للرقي والصعود إلى أعلى القمم.. ولكن هناك خطر ينتظره دائما :
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
كلما ارتقينا وصعدنا إلى أعلى حيث النور والصفاء والنقاء سنجد شياطين الإنس والجن يستموتون ليخرجونا إلى حيث سقطوا هم وأمثالهم وأعوانهم، ويستخدمون من أجل ذلك كل وسائل الإغراء والتزييف والتزيين والكذب البراق والخداع المتواري كما تتوارى العقارب والثعابين.. ولكن هناك دائما طوق النجاة وحبل الله المتين:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
في كل مرة نسقط فيها في ظلومات البر والبحر علينا أن نسارع بالتوبة والإستغفار فيخرنا ربنا ويعود بنا مرة أخرى إلى النور .. ولكن ما هي أفضل طريقة متاحة لنظل دائما في النور؟؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
إذا بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنظل دائما في النور بإذن الله .. ولكن ما هو موقفنا يوم القيامة؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
هذه آخر مرة ينادي فيها ربنا على من به آمن .. هذه آخر مرة في كتاب الله تأتي كلمة يا أيها الذين آمنوا.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا .. وأن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين.. وصل اللهم وسلم وبارك على أشرف الخلق كلهم أجمعين والحمد لله رب العالمين.
No hay comentarios:
Publicar un comentario