29 nov 2015

العاقل في هذه الحياة الدنيا هو الذي يوحد بين عقله وقلبه وفؤاده

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [سورة الحج]

إذا عندما نحرر عقولنا من سطوة النفس ورغباتها الدنيوية تصبح كعيون يرى بها القلب كل الحقائق.

بسم الله الرحمن الرحيم 


إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ 
[ سورة يونس الآية رقم 6 ]
عندما نتبع الفطرة التى فطرنا الله عليها فإننا نفقه بقلوبنا، ويصبح القلب هو عمدة الفهم والتدبر وبالتالي المسئول عن اتخاذ القرارات الحاسمة في حياتنا.. ويستخدم العقل في البحث وتقصي الحقائق ، فتنبهر النفس وتطمئن إلى جنب الله فتخشع وتستسلم.. ودليل ذلك نجده في الحديث التالي:
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
" لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ " ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآنَ يَا عُمَرُ " .
****

اليوم لدينا مجال كبير جدا لنربط عقولنا بتقوى الله .. فالآية الكريمة في منتهى الوضوح .. فإن المولى عز وجل ينقلنا من الليل والنهار وتعاقبهما في حياتنا اليومية إلى ما خلق سبحانه في السماوات والأرض .. وهذا تمرين جميل جدا لندرب عقولنا لتعمل بحرية في تقلب الليل والنهار وفي ما خلق الله في السماوات .. إنطلاقا من تقوى الله .

وكأني بالله العلي العظيم يقول لنا دعك من تلك الأمور السفلية .. وحرر عقلك من كل متاهات الدنيا .. وفكر في حالك أثناء الليل .. وحركتك أثناء النهار لتكتشف أنك بحاجة لتقوى الله في ليلك ونهارك وحركتك وسكونك ونومك ويقظتك .. ثم إذا تعبت من الدنيا فارفع نظرك إلى السماء لترتاح عيناك ويطمئن قلبك أن الذي رفع السماء بغير عمد نراها قادر على أن يريح بالك ويعطيك أمنك وآمانك وكل ما تحتاجه فإنه هو سبحانه الرزاق ذو القوة المتين .

28 nov 2015

أسس الحب الحقيقي الخالد الذي لا يأتي إلا بخير

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 
[ سورة المؤمنون]
الفلاح هو ثمرة كل عمل ناجح، وقد جعله الله تبارك وتعالى على إطلاقه .. فالمؤمن الخاشع لله دائما يفلح في كل أعماله .. إذا أحب وإذا تزوج وإذا تاجر وإذا درس .. دائما يفلح فلاحا بضمان من العلي العظيم مالك الملك سبحانه.
وأول درجات الخشوع أن يكون القلب خاليا من البغضاء والغش والخداع .. لابد للقلب أن يكون نقيا لأن الحب الحقيقي هبة من الرحمن لعباده الكرام ..
لا تجد عبدا خاشعا لله وفي قلبه ذرة حقد أو غش أو خداع أو مراوغة أو كراهية .. إنما دائما هو متجه إلى أعلى في جميع أحواله .. حيث النور والوضوح والصفاء والنقاء.
فيما يلي صور نقلتها من أحدى محاضرات فضيلة الدكتور النابلس عن القلب وعن الحب وعن العقل ..


























23 nov 2015

الدين والحياة .. إن قيمتك في الحياة تكون بقدر مالديك من هذا الدين القيم


بسم الله الرحمن الرحيم
والله زمان دورة العقل والقلب والوجدان

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

لازلت أرى بعض العقول التى تفصل الدين عن الحياة .. فيقول لك إن نصحته لا دخل للدين بهذا .. فأنا لم أفعل شيئا ضد الدين .. وهو يحقد ويغل وينقد ويلوم ويحاكم بغير أصول .. ثم يقول لك هو الذي أخطأ ..

رغم أن الدين أول ما عالج من قضايا البشر عالج قضية الكلام .. أو قضية اللسان .. فالكلمة تعبر عن أفكارنا.. وعن مشاعرنا .. وعن أحاسيسنا .. وعن كل ما يدور في خلدنا .. ويعتمل في صدورنا..

من أجل هذا كان التهذيب والتأديب والتوجيه السليم من أهم مواضيع الدين .. بناء الشخصية السوية السليمة .. تدريب العقل على البحث والفحص وتحري الحق والصواب .. كل هذا في الدين ..

وحد الله تبارك وتعالى بين القلب والعقل.. وحمََل القلب مسئولية اتخاذ القرارات المصيرية .. وجعل من السمع والبصر أدوات تحصيل وتعليم وتجميع العلم والمعلومات..

فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

ونجد الإنسان يستخدم كل ذلك في أمور تجلب له كثيرا من المتاعب والمشاكل والأحزان .. لأنه حبس نفسه في دائرة ضيقة ينفث فيها شياطين الإنس والجن أفكارهم وسهامهم المسمومة ...

ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى خالق الإنسان وصانعه يقول لكل من لديه شيئا من السمع والبصر وقليلا من العقل قيمتك في دينك .. الدين هو كتالوج صيانتك به تكون ذات قيمة في الحياة .. وبغيره فأنت كغثاء السيل ..

الدين كما قال الدكتور النابلسي منهج حياة كامل متكامل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية .. إنه الإسلام يا سادة يا كرام .. وأول آداب الدين هو أدب اللسان .. الذي يعبر عن فكرنا وعلمنا أو جهلنا ومشاعرنا ورقينا أو أسفافنا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

لذلك كان أول نداء في كتاب الله للذين آمنوا عن اللسان .. أدب الكلام .. بعد هذا النداء نجد أن الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم يشرح لنا أهمية الكلمة في حياتنا وحياة الشعوب والأفراد ...

وقبل هذا النداء يبين لنا المولى عز وجل في كتابه الكريم جميع نماذج البشر .. كبيرهم وصغيرهم .. من جميع الملل والديانات .. منذ آدم وحتى تقوم الساعة .. لم يترك نموذجا واحدا بغير تصنيف وتقييم وتوضيح .. لأن المؤمن قريب من الله .. يعلمه ويربيه ويهذبه ويهديه سبل السلام والرشاد ... لذلك وضح لنا ربنا نوعيات الناس .

21 nov 2015

قلوب العارفين في الحب هم أرجح العارفين

أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله ، و المعاداة في الله ، و الحب في الله ، و البغض في الله عز وجل.
[ حديث صحيح ].
اللهم اصلح لي ديني.png
وهنا لدينا أقصر طرق الهداية .. وأصدق وسائل السعادة .. المتمثلة في الدين الذي هو جوهر الحياة وكتالوج صيانة الإنسان من عند الرحمن
****
2وقال ربكم ادعوني.png
نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ
[ سورة النور ]
الدعاء بقوة وبيقين وبحسن الظن في الله تبارك وتعالى يصلنا بنور السموات والأرض..وهذا هو حبل النجاة من الأحزان والآلام والمخاوف.
****
3فرحة الله.png
الحب هو الأساس المتين القوي الذي تقوم عليه كل علاقة مهما كانت قوية ومرغوبة .. لو كان الحب في الله .. لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل
****
5دليل الحب.png
لقد قدم الله تبارك وتعالى لنا كل ما من شأنه أن يأسر قلوبنا .. ويبهر عقولنا .. ويشرح صدورنا .. ويثبت به فؤادنا .. ويغنيا به عن كل من خلق .. وهو الغني عن العالمين .. وجعلنا نرى في الدنيا مالم نستطع رؤياه في الآخرة .. حيث جنات النعيم .. وحيث البيت المعمور .. وحيث رؤية وجهه الكريم .. سبحانه وتعالى فهو الحق المبين .. وهو أرحم الراحمين .. تخبت له قلوب الصالحين .. وتتمنى رضاه نفوس العارفين .. فهو الله وهو رب العالمين .
****

6صيغة القرار.png

وأو من أرسى أصول هذا البناء الشامخ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهو أصل المحبة وهو أصل الرحمة وهو أصل الإيمان وهو أكمل إنسان صلى الله عليه وسلم
****

7 طاعة الله.png
حتى الطاعة عندما تكون قائمة على المحبة فإنها رحمة كبيرة من الغفور الرحيم .. فكل طاعة تجلب لصاحبها ما يحتاجه من رحمات، فمنا من يحتاج لرحمة الحب، وآخر يحتاج لرحمة الشفاء وآخر لرحمة النجاح وهكذا في جميع ميادين الحياة نجد أن طاعة الله تحقق لنا ما نحتاجه من رحمات ونفحات وبركات
من العزيز الحميد فادعوه مخلصين له الدين .

19 nov 2015

عندما يفتح الله عليك بشيء من الدين [ مثل حديث آية أو حكمة معينة ] فخذها بقوة فهي مما فتح الله بها عليك .. وهي رزقا حسنا ساقه الله إليك .. ولا تسوف فالعمر لحظة تمضي ولن تعود إلى يوم القيامة

15 nov 2015

فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

من كتاب رياض الصالحين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
باب الإخلاص وإحضار النية
في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ . ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ , أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَا : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ أَخْبَرَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ , أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ :
" إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ , وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى , فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ , فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ , وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا , فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " .
النية هي التى تحدد وجهتنا في الحياة، يسميها الغرب الهدف، وكما أن هناك نوايا كبيرة وخالصة لوجه الله تعالى فهناك أيضا أهدافا كبيرة سامية وخالصة من كل سوء، فالطالب الذي يدرس ليصبح طبيبا هذا هدف كبير وسامي فلو أخلص هذه النية لله رب العالمين أصبح عملا صالحا يؤجر عليه بإذن الله.
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، رِضًا بِمَا يَطْلُبُ " .
الإخلاص وإحضار النية
في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية
هذا معناه الكبير والفعال أن تكون كل حركاتنا بنية مسبقة، وكل أقوالنا منبعثة من فكرة فعالة سامية، وبذلك يجنبنا الله السفف والسخف والزلل والسقوط في براثن الشيطان الرجيم .. فالموت يأتي فجأة ومن مات على شيء بُعث عليه.
وعن الإخلاص يحدثنا المولى عز وجل :
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
[سورة البينة].
وقال الله تبارك وتعالى:
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ
[سورة الحج 37]
وقال أيضا سبحانه وتعالى:
قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)
[آل عمران]
ولدينا في كتاب الله صورة واضحة كل الوضوح من جميع جوانبها وزواياها عن الإخلاص، صورها لنا ربنا تبارك وتعالى لنتعرف على أنفسنا[ تلك النفس التى بين جنبينا ] فنعرف كيف هي وإلى أي شيئ تميل ومتى تُخلص لله ومتى تُعرض عنه، قال الله تبارك وتعالى :
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
[سورة يونس 22]
مثل واضح وشامل يوضح لنا الحياة الدنيا منذ بداية عمر الإنسان وحتى نهايته، فلن نجد في رحلة حياتنا غير هذه الصورة الواضحة المعالم [ طبعا مع اختلاف الظروف والملابسات والأحداث والأفكار] ولكن المثل ثابت وإن اختلفت الأسباب .. وهيا بنا نستوضح هذا من الآيات ونقربه إلى أنفسنا فربما خشعت واستسلمت لله رب العالمين:
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا
هو سبحانه وتعالى يسيرنا في البر والبحر، فحركة الإنسان في الحياة لا تخرج عن كونها في البر بشتى وسائل المواصلات أو في البحر في الفلك .. إذا ستأخذنا الحياة الدنيا، سنحقق أحلامنا، ستجرفنا تيارات الهوى كما يجرفنا الموج وتيارات الماء، وهنا وجب علينا أن ننتبه لشيء:
جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ
هذه الريح العاصف تمر بكل البشر، وهي أما لترفعهم درجات عند ربهم، أو لتؤدبهم وتردهم إلى خالقهم، أو لتقسمهم نصفين وتقضي عليهم.. والذي يهمنا هنا سنجده في تكملة الآية فتابعوني رحمكم الله : [ لاحظوا كلمة أحيط بهم، فنحن محاطين برعاية الله والحمد والمنة والشكر لله رب العالمين ].
وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
يحكي لنا فضيلة الدكتور النابلسي جزاه الله خيرا أن مجموعة من الملحدين استقلوا الطائرة في طريقهم لمؤتمر علمي، فجأة تضطرب الطائرة بسبب مرورها بصواعق جوية وعواصف، وعندما أخبرهم قائد الطائرة بذلك الكل رفع يديه إلى السماء يدعو الله.
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
إذا نحن نريد أن نخلص لله ديننا في جميع مراحل حياتنا وفي كل تحركاتنا، فهذا ما قد أمرنا به ربنا .. ولكي نتذكر علينا بمتابعة  الآيات التالية:
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ
[سورة غافر]
فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
هذا ما نحتاجه دائما فالدعاء هو العبادة .. وقالوا أنه مخ العبادة .. وأيضا قالوا أنه روح العبادة.. والدعاء جاء في كتاب الله بمعنى الصلاة.
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
[ سورة غافر الآية 65 ]
وطالما أننا وصلنا لسورة غافر المملؤة بالدعاء سنعود إلى أولها حيث الملائكة حاملي العرش ومن حوله يدعون للذين آمنوا .. أتمنى على الله أن يشملنا بدعائهم وأن نكون من الذي اتبعوا سبيل رب العالمين:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وهذه هي نتيجة الإخلاص لله رب العالمين، ونتيجة أن يكون عملنا وحركاتنا في الحياة الدنيا وكذلك كل أقوالنا كل كلمة نتفوه بها خالصة لوجه الله تبارك وتعالى.
ونختم بآية في منتهى الإبداع والأمل في الله رب العالمين .. سيعرف كل منا مكانته من الله تبارك وتعالى:
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)
[ سورة الأعراف]
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

6 nov 2015

أكتشف قدراتك لتحقق غاية وجودك وكل أهدافك




غاية وجودنا هي عبادة الله ..و كل نعيم نتمناه في حياتنا الدنيا سيتحقق عندما نسعى جادين إلى تحقيق هذه الغاية العليا والهدف الكبير .. من أجل هذا حقق هدفك وارسم مستقبلك هنا وهناك فإن أجل الله آت .

خلال عمرنا الذي حدده الله لنا نقابل في حياتنا أهدافا كثيرة قد تحققت .. حققها من هم مثلنا أو ربما أقل منا .. لأن المواهب والقدرات قد وزعها ربنا بالعدل والإحسان .. وكل منا يتميز على الآخر بما ليس عنده .. فنجد فقيرا صادقا وغنيا ليس له في ميزان الحق وزن.

وجعل لنا ربنا في أنفسنا آيات كبيرة جدا وهي مبهرة كما ننبهر من آيات السماء .. كل ما هنالك أن تنتظر يوم ولادتها بإكتشافها ومحاولة تنميتها ووضعا في حيز التنفيذ ...
فإن المشاهير ولدوا ولم يعلموا شيئا البتة .. ولكنهم اكتشفوا ذاتهم ذات يوم فانبهروا وحققوا المعجزات ... أما عنك أنت صديقي فإن مواهبك الكبيرة التى لم تكتشفها بعد تنتظرك لتخرج إلى حياة الإبداع والتميز والعطاء والنجاح الكبير ...
وإن لم تصدقني فعليك بقراءة السورة التالية بتمعن وتدبر ثم اسجد لله شكرا واطلب منه أن يعينك على اكتشاف نفسك ومعرفتها فهي كنزك الخفي الذي لن يزول أبدا:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
 

5 nov 2015

عن المسلم والمؤمن والمجاهد والمهاجر يحدثنا الله ورسوله

إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ
***
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ  "
ثُمَّ قَرَأَ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
***
حال بعض الناس بعد الدعاء:
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
[سورة العنكبوت آية رقم 65]
والحال التى يجب أن نكون عليها عندما ندعو ربنا:
وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ
[ لقمان آية رقم 32 ]
[  خَتَّارٍ كَفُورٍ  ] أي غدار جاحد للنعم.
الآن لدينا من الله العزيز الحميد بلاغا على لسان سيد الخلق وأشرفهم وأرفعهم مكانة الصادق الوعد الأمين الذي بعثه الله فينا هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، فهل أنتم مستمعون؟
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
[ سورة الأنبياء].
فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؟
أسلمنا لله رب العالمين .. ينتابني إحساس قوي وعميق بمعنى جديد للإسلام .. معنى جديد لهذا السؤال [فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] ..
في الحقيقة هو ليس جديدا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا الإجابة الصحيحة على هذا السؤال عندما قال :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "



2 nov 2015

إن كنت تحب الجمال وتبحث عن الكمال وتود الحصول على ما تريد فأليك هنا ضالتك وهي من صانع الإنسان

حديث وآية في ود وانسجام

أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ     (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ  وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ (...)
أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
[ سورة الرعد ]
ثم يأتينا حديث سيدنا ونبينا وقائدنا ومعلمنا الكتاب والحكمة خاتم الأنبياء والرسل وخير الخلق كلهم صلى الله عليه وسلم ليوجز لنا كل تلك الأعمال الصالحة في خطوات عملية بسيطة جدا :
عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ
ثم يواصل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيرته نحونا فهو أبدا لم يسقطنا من حسابه ‏ولكنه ترك لنا كل شيء بإيجاز شديد حتى لا نتعب وحتى لا نمل وحتى يحببنا في دين الله وفي ‏القرب منه ومن الحق ومن الصلاح ومن الفلاح وحتى لا تكثر علينا تعاليم الدين :‏
(حديث مرفوع) وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ "، قَالُوا : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ " ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَمَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " أَنْ تُحَاسَبَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَيُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ " .
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَمِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَلَا أَدَلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " تَحَلَّمُ عَنْ مَنْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ " . .
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا حَسَنٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَبَّانُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ :
" أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِيَ مَنْ مَنَعَكَ ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ شَتَمَكَ " .
(حديث مرفوع) (حديث موقوف) قَالَ عُقْبَةُ : ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الْأَعْمَالِ ، فَقَالَ :
" يَا عُقْبَةُ ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " .
هذا فكر راق جدا، وأسلوب فعال، لو اتبعناه سنشعر بقيمة أنفسنا، سنشعر بأننا بشر قد نخطئ ولكننا نتمسك بمبادءنا.. والأهم من كل ذلك أننا سنشعر براحة نفسية كبيرة جدا، وسنفرح فرحة النصر لأننا أنتصرنا على الإسفاف والسقوط وشباك الشياطين.
وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ
العفو عمن ظلمنا هذه رياضة نفسية عظيمة جدا، ينجح فيها من يكظم غيظه، قد نفشل مرة أو مرات في كظم غيظنا ولكننا سننجح حتما إذا ما واصلنا بإصرار لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
فإذا نجحنا في أن نعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا فسوف  نصل حتما من قطعنا لأن النفس تحب الرقي والسمو والتميز، وهذه الأعمال تجعلنا أقوياء بإذن الله.
قال فضيلة الدكتور النابلسي جزاه الله خيرا:
ٌجَُبّل الإنسان على :
حب الجمال وحب الكمال وحب النوال
كلنا يحب الجمال .. وكلنا يحب الكمال .. وكلنا يحب أن ينال ما يحلم به .. وكل هذه المعطيات عبارة عن درحات نصعد عليه لنرقى وننسمو ونعلو عن الإسفافات والماهات والأحزان والإكتئاب والفقر.
حتى الموت سنقهره بعدم الخوف منه بل بإنتظاره لأن الله سيرينا هنا في حياتنا الدنيا موقفنا منه سبحانه في الآخرة فهو سبحانه الذي قال :
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا