14 dic 2015

احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ ‏تُجَاهَكَ


وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا
بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من الأحيان نجد في مشوار حياتنا ناس يعكرون علينا صفو حياتنا، تنشأ بيننا وبينهم فجوات عميقة، يزرع فيها الشيطان البغضاء والعداوة ونحن دون أن ندري نغذي هذه الزرعة، فتكبر وتزداد الفجوة والعداوة بيننا، ويضحك الشيطان ويفرح، وتظل هذه البغضاء المزروعة في عقولنا وذاكرتنا تزداد تضخما، حتى تصل إلى درجة الإنفجار..
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ
العلي العظيم ربي وربك خالق كل شيء وهو عليه قدير، يقول لي ولك ولكل من به آمن وسجد واستسلم أنه أعلم بأعداءنا .. وكأني بالله يقول لنا أطمئنوا.. فأنا أعلم بهم وأقدر عليهم ... ولكن هناك شيئ في المقابل يجب أن نفعله:
وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا
أن نتخذه وليا .. أن نستسلم له .. أن نستغفره .. فهو سبحانه الحكم العدل ولا يظلم مثقال ذرة.. الخير كله منه وإليه وبين يديه... والشر يقهره ويقيه أولياؤه.
وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا
وكأن النصر حليف ولاية الله لنا، فإن كان الله ولينا فالنصر حليفنا، ننتصر على أنفسنا أولا، وننتصر على كل مغريات الحياة، فنعيش في رحابه سبحانه ونلبي نداءه لنا:
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
ينادينا بأن نسرع إلى مغفرته، وإلى جنة عرضها السموات والأرض، فهل من المعقول أن ننسى هذا وننشغل بضغينة زرعها الشيطان بيننا؟ ولكن وسيلتنا إلى كل ذلك :
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
الإنفاق يجعلنا نشعر برقينا وآدميتنا وقربنا من العزيز الحميد، فإذا كان في أوجه الخير في سراء الناس وضرائهم فهذا يرقق قلوبنا ويجعلنا نرى عجزهم وضعفهم فنعفو عنهم.. والنتيجة الحتمية هي أن نكون من المحسنين وسوف نحظى بحب الله لنا فيعطينا فوق كل ما نتصور.
وكل هذه الأمور الراقية والجميلة تركها لنا سيدنا وقائدنا وحبيبنا الذي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم تركها لنا تركة غنية ثمينة لا تنفد أبدا:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَقَالَ :‏
يَا غُلَامُ , " إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ ‏تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ ‏الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ ‏كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا ‏بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " ‏
قَال أحد الحُكمَاء : مَن غضب منّكَ " ثلَاث مرَات " و لَم يقل فِيك شرًا اختره صَاحب فـ الغضب يفضح طِينة الشّخص.

 

No hay comentarios:

Publicar un comentario