15 ago 2013

حرر عقلك من افكار الآخرين يتحول إلى طوق النجاة فينقذك من الغرق في متاهات العقول

عندما يتحرر العقل يصبح طوق النجاة لصاحبه، يخرجه من الظلومات إلى النور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس

عندما تتحرر عقولنا من كل النظريات والأفكار  السلبية والتى هي بالتأكيد تأتينا من أبليس وجنوده، إذا نستطيع أن نرى النور الإلهي والذي يأتينا من خلال اتباع المنهج ومن القرآن الكريم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

     لو لم تكن آية لتاه عقلي... أمن المعقول أن يعبد الإنسان عدوه اللدود؟ أنعبد الشيطان الذي رفض السجود لآدم وعصى ربه.. وأقسم ليقعدن لنا الصراط المستقيم؟ عدو أظهر عداوته لبني البشر .. واحتقرنا احتقارا شديدا، وأعلن في إصرار  وعداء بالغ خطته الدنيئة ليفسد علينا حياتنا، وحياة أولادنا،.. ثم بعد ذلك نتبعه بمحض إرادتنا الحرة،  الآن سأعيد على مسامعك ما قاله بلسانه المدنس العاصي لرب العالمين:


لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)  الأعراف...
هنا يقسم أنه سقعد لنا على الصراط المستقيم.. سيحول بيننا وبين الإستقامة، وقد نجح..
 ولكن كيف يأتينا من بيبن أيدينا ومن خلفنا وعن اليمين وعن الشمال؟؟..
إنها الأفكار التى يأتينا بها هو و جنوده من الإنس والجن، {الأصدقاء والأقارب وخلافه}، يقول د/ابراهيم الفقي : أنت اليوم حيث كانت أفكارك بالأمس.. أي بالأمس جاءتك الفكرة، واليوم قمت بتطبيقها، فإن وجدت خيرا فاحمد الله، وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك.
واسمع المزيد:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) الإسراء
هنا يحتقرنا، أأسجد لمن  خلقت طينا.. فكيف لا نتخذه عدوا..ثم يتابع عداوته ووعيده لبني البشر.
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)
لقد توعد ذريتنا أيضا .. لذلك تدب المشاكل بين الآباء والأبناء والأهل والأصدقاء.. فلنحذر.
وفي موقف آخر عاود يقول:
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف
هو يرى نفسه خيرا منا... لقد كرم الله آدم وبنيه، والشيطان الرجيم يحتقرنا... أفلا تتخذه عدوا؟
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) سورة ص
الآن مولانا العظيم يذكرنا بعداوة الشيطان، ويوضح لنا الخلاص من كل براثينه وخططه الفتاكة التى هي كالمبيد الحشري، تقضي على التفاهم وتنزع الرحمة وتدعم النفور والمشاكل الأسرية:..
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)
 وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
     هنا لقد قسم الله سبحانه وتعالى العالم كله إلى جزئين، إلى قسمين، قسم يعبد الله، وقسم يعبد الشيطان... بمعنى بسيط جدا، أن كل معصية لله هي في حد ذاتها طاعة للشيطان، وكل طاعة لله تخرجك من عبادة الشيطان إلى عبادة الواحد القهار...
كيف نستطيع أن نتغلب على دواعي الشر فينا ونتجنب الوقوع في المعاصي؟
إن ذلك لن يكون إلا إذا تركنا عداوتنا للناس، واتخذنا الشيطان عدوا، وهو ضعيف ولا سلطان له علينا، بدليل قول رب العالمين :
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)
إذا توكلت على الحي الذي لا يموت فكفى به وكيلا، سيكفيك ويهديك ويخرجك من الظلومات إلى النور
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)
يقول لنا مولانا إن كان لديك طموح وآمال وآماني فلا تبتأس ولا تتخذ غير الله وكيلا فهو الذي سخر لنا كل شيء وحملنا في البر والجو والبحر، ثم هو يرزقنا وفينا الكافر والعاصي، وذلك لأنه بنا رحيما.
من فضل الله علينا أن بعث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه :
 لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة
ومن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا أنه قد لخص لنا المنهج الإسلامي كله في حديث قصير ولكنه هو حبل النجاة الذي طرفه عند من يمسك به، وطرفه الآخر بيد الواحد القهار. واسمع معي رحمك الله المنهج الذي إن اتبعناه نجونا من النار.. ومن غضب الله .
الحديث:
عن أبي ذر جندب بن جنادة ، و أبي عبد الرحمن معاذ بِن جبل رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال{: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن} . رواه الترمذي وقال: حديث حسن .
المنهج الإسلامي كله وضعه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أشياء، تقوى الله، وكلما وقعنا في معصية علينا بالتوبة فهي حسنة تمحو الذنوب بإذن الله، ثم نرتفع ونرتقي في الدرجات العلى بمعاملة الناس بالأخلاق الحسنة الكريمة.. فقد قال صلى الله عليه وسلم : أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا.
الآن أذكر نفسي وإياكم بآيات الرحمن التى يدعونا فيها للرجوع إليه، والإيمان به:
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)مريم
ـــــــ
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)مريم
وفي هذه بشرى لمن يتقي الله ربه .. بشرى من رب العالمين،لكل من يتبع الرسول ليمضي في حياته سعيدا مبتهجا ومطمئنا، يرى بعيني رأسه وبقلبه دائما مصيره الذي سينقلب إليه يوما ما.
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
بمجرد أن نتوب ونعود إلى الله، ندخل في زمرة هؤلاء المحظوظين الذين تتنزل عليه صلوات الله وملائكته، ليخرجنا من ظلومات الحياة التى وقعنا فيها بسوء تصرفنا.
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
  ولكن يجب ألا ننسى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبع سنته فهو دليلنا إلى كل ذلك، واسمع معي رحمك الله قول ربه فيه :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)الأحزاب
لن ننعم بالهدوء والراحة والإطمئنان، لن نجد ضالتنا في الدنيا من الحب الخالد المنزه من كل غرض، والبعيد عن الدنس، ولن نجد سعادتنا الأبدية إلا إذا اتبعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين . والذي هو لنا سراجا منيرا، يأخذ بيدنا إلى الهدى، ويبعدنا عن الظلم والظلومات.. ويشق لنا بكلماته المضيئة طريقا سلسا ممهدا نحو النجاح والفلاح.

No hay comentarios:

Publicar un comentario