إلى أي شيئ تسعى في حياتك
إلى النجاح.. أم إلى الفلاح.. وهل تعرف الفرق بينهما
الثلاثاء 25/12/2012
كلنا يتوق للنجاح في مشوار حياته.. وكل منا يبذل وسعه ليصل إلى غايته.. وكثير منا تعثر وقام ثم تعثر ثم قام.. وكثير منا أيضا تركوا الصراع واستسلموا.. وآخرون استطاعو بقوة إرادتهم التغلب على الفشل...وبما أن الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.. وبما إنه سبحانه هو خالقنا ومولانا.. قد وضع لنا أسسا يسيرة للوصول إلى ما هو أجمل وأشمل وأكبر وأدوم من النجاح ألا وهو الفلاح. وجعل ذلك في قرآن يتلى إلى يوم الدين .. وجعله وسيلة مهذبه ومؤكدة للوصول إلى غاياتنا بنزاهة ورجاحة عقل
وأجمل من
هذا وأعجب أنه
سبحانه خصص لنا في
كل بقاع الأرض من ينادي علينا
كل يوم خمس مرات بأعلى صوته حي على الصلاة
حي على الصلاة ... حي على الفلاح... حي على الفلاح
ربي ما أرحمك وما أعظمك أن جعلت فينا وفي كل لحظة من
عمر الدنيا من ينادي علينا ويذكرنا بما فيه صلاحنا ونجاحنا وفلاحنا .
النجاح قد عرفه كل من نجح من البشر،أن نتجح في عملك ، في دراستك، في مشروعك، في علاقة اخوية أو أسرية أو زوجية.
ولكن هذا النجاح قد يستمر لفترة معينة وينتهي... وقد يصاحبه فشل في جانب آخر من جوانب الحياة.. مثل الأب الذي ينجح خارج بيته في كل شيئ ثم يفشل مع زوجته وأسرته إلى آخر كل تلك الأمثلة التى نراها في واقع حياتنا كل يوم.
ولكن الفلاح يختلف تماما، الفلاح هو أن تنجح في الدنيا والآخرة، فلاحا يصاحبك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، فلاحا يهديك إليه ربك، فلاحا له ثمرة لا تنتهي تقطفها في حياتك ومماتك ويوم تعرض على ربك... فلاحا ينعم به كل من حولك.. كل من تخاطبه.. كل من تقوم بنصحه، كل من أحبك ، وكل من يتبعك .
هذا الفلاح لا يمكن أن يأتي بعده إخفاق أبدا مادمت خاشعا في صلاتك لله... فلاحا لايتركك وحيدا أبدا... فهو دائما معك كظلك.. وربما يسبقك بسيرتك العطرة إلى كل من يهتم بأمرك أو تهتم أنت بأمره.... فلاحا وضع الله شروطه في سورة المؤمنون، وهو أيضا فلاح في الحوار المهذب الناجح الفعال والمحبب إلى كل الخلق من كان منهم صديقا أم عدوا، فالعدو العاقل يحترم كل ماهو جيد ومتقن وجميل.
وفي النهاية هو فلاحا يجعلك من ورثة الفردوس التى اعدها الله للخاشعين
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)المؤمنون.
احبابي واخوتي في الله .. هل رأيت بعيني رأسك كيف أن الإستغفار والتسبيح ووذكر الله يحملنا إلى الخشوع لله رب العالمين .. هنيئا لمن استغفر الله بصدق وبكت عيناه من كثرة ما فرط في جنب الله .. وهنيئا لمن ذكر الله في نفسه ووجل قلبه ودمعت عيناه من ذكر الله.. وهنيئا لمن فحص بعقله مواطن الغفلة في نفسه ومواطن الضعف عنده ثم استغفر الله لما كان منه وتاب إليه وتضرع أن يقوي ضعفه بالإيمان..
هنيئا لمن كان هذا حاله فإنه أول طريق الخشوع الذي يقربك من ربك ويجعلك من ورثة الفردوس الأعلى.. فعندما نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الفردوس الأعلى كان يقصد أن نخشع لله في صلاتنا وأن نعرض عن اللغو، ونخرج الزكاة ونحافظ على فروجنا وآماناتنا وعهودنا.
ثم نحافظ على صلاتنا بعد كل ذلك فقد عرفنا قيمتها واصبحت هي أثمن مالدينا واعظم نعمة اعطاها لنا ربنا بعد أن استدعى لها نبينا صلى الله عليه وسلم إلى مافوق سبع سماوات ليعود إلينا بالهدى والصلاح والحب والمودة والقرب من العزيز الجبار المتكبر الذي لا شريك له في الملك .. سبحانك ربي وبحمدك .. هنيئا لمن قرأها ووعاها وعمل بها فسيكون الفلاح من نصيبه بإذن الله تعالى وبفضله ...
إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا
عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يَرويه عن ربِّه ، قال :
( إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَة (
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:7536
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كل مخلوق على وجه الأرض يتمنى بل ويسعى جاهدا ليحقق النجاح في حياته .. وكثير جدا من الناس قد حققوا فعلا النجاح في حياتهم ، ويقص علينا التاريخ قصص نجاحهم وكيف نجحوا وعوامل النجاح في هذه الدنيا.. ولكن العزيز الجبار المتكبر الذي خلق الإنسان وأسجد له ملائكته قد وضع له في كتابه شروط الفلاح والذي هو اكبر من النجاح مليارات المرات.. وهذه الشروط سهلة وبسيطة وفي قرآن يتلى إلى يوم الدين ..فعش معها دقائق فربما تمنيت أن تفوز بالفردوس الأعلى.
No hay comentarios:
Publicar un comentario