17 dic 2015

إذا أصبت اليقين في أي من مجالاته الشاسعة فأنت في معية الله


الفجر وليال عشر (4)
اليقين والتقوى قرينان إن غاب أحدهما غاب الآخر
1 ـ علم اليقين . 2 ـ عين اليقين . 3 ـ حق اليقين.
اليقين والتقوى لا يمكن أن يفترقا أبدا .. وذلك بدليل الآية الكريمة التالية :
(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَبِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
لابد لنا أن نكون على يقين من كتاب الله، أن نؤمن بالغيب وكأننا رأيناه بعيوننا، كانوا قديما عندما يقفون للصلاة كانوا يرتجفون خوفا من الله لأنهم كانوا يرون الكعبة أمامهم والجنة عن يمينهم والنار عن يسارهم فتوجل قلوبهم لأنهم يعلمون علم اليقين بل يرون بأعيونهم ما غاب عنهم واخبرهم به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ومراحل اليقين وضحها لنا ربنا في الآية التالية :
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) التكاثر.
فإما أن نعلم علم اليقين ونستسلم لله، وإما أن نصل إلى عين اليقين فنتقي الله  ونتقي النار وكأننا نراها .. وإما أن نعيش باليقين الكامل وهي درجة الإحسان في كل شيئ وهي أن نعبد الله وكأننا نراه....
وهذه هي الحالات الثلاثة التى تساعدنا الآن على أن نقوم بالعبادات المطلوبه في هذه الأيام الجليلة المفترجة من ذي الحجة.. فنصلي ونلبي وكأننا نرى الكعبة الشريفة .. ونستحضر في قلوبنا الطواف والصفا والمروة ونعيش شعائر ومناسك الحج بالتعظيم المناسب والملائم لها وذلك هو عين اليقين ..
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج
كيف سنعظم حرمات الله إن لم نكن على يقين بها؟ ثلاثة أشياء هي دليل تعظيم حرمات الله :
أولا : أجتناب الرجس.. والرجس هو كل شيء سلبي وهو كل إثم وعدوان. الكذب والغش والخداع.
ثانيا : ثم أجتناب الرجس من الأوثان.. أن يعبد الإنسان هواه.. أو يتبع طاغية من طواغيت هذا الزمان، أو يجعل في قلبه حبا أشد من حب الله ورسوله وجهاد في سبيله .. ففي عصرنا هذا تغير شكل الصنم فأصبح هو الهوى أو الشيخ أو الأستاذ أو القائد أو الزوجة أو الأبن أو المصلحة الشخصية أو فلان وعلان من الناس.
ثالثا : إجتناب قول الزور... وهذه هي الحفرة الكبيرة التى نقع فيها دون أن ندري .. فأحيانا لا نقول الزور ولكننا نؤيده أو نصدقه أو نسكت عنه أو نصفق له أو نتبع من يقوله ويعمل به...  والأمر من الله بالإجتناب هو الإبتعاد كلية عن الزور وقول الزور...
حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)الحج
تعظيم شعائر الله تحتاج منا إلى يقين نتدرج فيه من علم اليقين إلى عين اليقين إلى حق اليقين  وذلك بدليل الآية التالية :
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) الحاقة
هذا القرآن هو تذكرة للمتقين، الذين هم به موقنون، وهم منه على يقين، وهو بالنسبة لهم حق اليقين فسبحان ربي العظيم .
هذه مرحلة يجب أن نمر بها كلنا .. مراحل اليقين الثلاثة.. فالإيمان محله القلب.. وتقوى الله محلها القلب .. واليقين بالله وكتبه ورسله محله القلب ...
زادنا الله وإياكم علما وهدى ويقينا وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وإلى أن نلتقي في الغد القريب إن شاء الله لكم منى أجمل دعائي وحب واحترامي ..
استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

No hay comentarios:

Publicar un comentario