بسم الله الرحمن الرحيم 
هل تعرفون كيف أرى موضوع النداءات والوصايا؟
حاولو تعطوني اهتمامكم لدقائق معينة، ولكن عليكم بتخيل ما سوف أحاول أن أصوره لكم، وكأنها صورة حقيقية ترونها بأجنحة الفكر فيكم، فخير أوقات حياتنا هي التى تحلق فيها عقولنا حول بعض الحقائق:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا

احيانا عندما ننهي دراستنا بأي مكان ( ولنفرض مثلا كلية الهندسة) نحتفل بهذا التخرج، ونفرح بحمل لقب مهندس، ونحمد الله أن مجهودنا خلال السنوات الماضيه قد كلله الله بالنجاح، الآن أصبحت مهندسا أو طبيبا أو محاسبا ...
ومنذ هذه اللحظة سيضاف بجانب أسمك كلمة مهندس أو دكتور أو أستاذ أو إلى آخره... لقد حصلت على لقب سيظل معك طول العمر ... 


هذا نفسه ما يحمله لنا نداء رب العالمين لعباده المؤمنين.... ينادي علينا ربنا بأحب الألقاب لدينا، وبأحب الصفات التى نسعى دائما للحصول عليها، وهي أغلى من لقب مهندس أو طبيب أو دكتور لأنها من الواحد القهار....


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا

الآن ينادي عليك ربك لُيُثّبت لديك لقب مؤمن... هل تستوعب هذا؟ ينادي عليك ربك في الدنيا أمام كل خلقه، نداءا يشرفك فيه بلقب مؤمن.... وكأني بالله يقول لك أنت يا من آمنت بي ...

لَا تَقُولُوا رَاعِنَا 

أقبل فعندي لك عمل هو من صميم اختصاصك، عمل يليق بلقبك الجديد، ولكن عليك أن تتبع المنهج الذي سأعطيه لك، وذلك بأن تترفع عن الكلمات البذيئة، والتى أساسها فكرة شيطانية تبناها أولياءه ... ترفع عن ذلك وقل :



وَقُولُوا انْظُرْنَا

بما أنك آمنت بالواحد القهار الذي له ملك السموات والأرض فلابد لك من أن ترقى بمستوى فكرك وكلامك وتصرفاتك بأن تقول ما لا يغضبني منك، ومثال ذلك أن تستبدل كلمة راعنا وشبيهاتها من قاموس البذاءة إلى كلمة راقية جدا وشبيهاتها من قاموس الكتاب والسنة...

وَاسْمَعُوا

والآن ... منذ هذه اللحظة التى نجحت فيها بأن تنتقي كلماتك ولبيت ندائي وأطعتني ... فقد أصبحت مسئولا ومطالبا بالسمع والطاعة لله رب العالمين....


وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

ولا تنسى خلال مراحل حياتك كلها أن هناك هذا الصنف من الناس وهم كثير ... وستقابلهم بكل ركن من أركان الحياة، وبكل زاوية وناصية وشارع ومصنع، ستجد ألوانا وأصنافا من الناس فكن حذر ...
ثم بعد تلبية النداء والحصول على لقب مؤمن والمرور بسور القرآن الكريم نستقي منها أخلاقنا ونستمد منها النور الذي جاء به سيدنا ومولانا وقائدنا وحبيبنا المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم ... 

وعندما نصل إلى سورة الأنعام ... ونعرف كل ما حرم علينا فيها ربنا من الماديات من غذاء الجسد، ونصل إلى الآيات 153/152/151 سنجد ما يلي من وصايا غالية عزيزة وكريمة كلها محبة وقرب وصلاح وتقوى ودرجات عليا بعضها فوق بعض:

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ 


وهكذا بعد 11 اجتماع مع نداءات رب العالمين لعباده المؤمنين نجد أنفسنا أهلا لأن نحمل وصاياه سبحانه وتعالى علوا كبيرا...
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
(151)


وكل وصية هي درجة عالية جدا نرقى ونرتفع بها بقدر ما لدينا من أهتمام وإيمان بها... والآن تلخيص تصوري 
للنداءات مع الوصايا:
عندما نلبي نداءات ربنا، ونطبق ما جاء بها، فنكون كمن تخرج من معهده أو كليته أو جامعته أو مدرسته، ونمضي في حياتنا العملية نواجه كل تحدي بناء على ما تعلمناه ... وبعد فترة سنجد أنفسنا وقد اكتسبنا الخبرات العالية جدا.. والتى سيضيف عليها ربنا بكرمه ورحمته بعضا من الحكمة مع الصبر مع الفهم مع الإدراك مع الثبات... 

ونظل هكذا متمرسين في الحياة وفي جعبتنا النداءات وفي يدنا راية العلم مع الإيمان ... في هذه الحالة سيُسكن الله وصيته في قلوبنا وعقولنا ونجد أنفسنا سعداء بوصية ربنا لنا وبحملها ومواجهة الدنيا بها مواجهة الواثق بربه وبأنه هو سبحانه الواحد القهار.

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)