30 jul 2015

أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا



لا زلنا في الوصية الأولى من وصايا الرحمن لعباده الكرام، واليوم إن شاء الله سنحاول أن نتدرب على طاعة الله كما أمرنا، حتى ينمحي الشك والشرك الخفي وكل مواطن الرياء من أنفسنا، فالتدريب العملي يعطينا الخبرة اللازمة لننهض بأنفسنا.وقد تدربنا في الأسبوع الماضي على ضبط اللسان، وعاهدنا ربنا أننا لن نقول ما يغضب ربنا، والآن سنتدرب على تنفيذ أمر الله لنا بأن نكون من المقسطين، أي عادلين.
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)(الأعراف)


قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ

أمر الله كل خلقه بالقسط أي بالعدل، وأمرنا نحن المسلمين أمر خاص جدا فيه رقي ونهوض وقيمة إنسانية لا تقدر بمال... وهي أن نكون عادلين مع الرحمة والرأفة وخفض الجناح، (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ).

وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

هذه نقطة تحتاج منا إلى تدريب عملي في كل مرة نقيم فيها الصلاة، لأن الصلاة هي وسيلتنا المثلى للحصول على الطاقة الروحية الربانية الكبيرة عندما تخشع قلوبنا، وهي وسيلتنا لنبرهن عن مدى إيماننا وحبنا لله العلي العظيم، ولدينا حديث:
إذا قامَ العبدُ يصلِّي أقبلَ اللَّهُ عليهِ بوجهِهِ ، فإذا التفتَ أعرضَ اللَّهُ عنهُ وقالَ : يا بن آدمَ أَنا خيرٌ مِمَّن تلتفتُ إليهِ ، فإذا أقبلَ على صلاتِهِ أقبلَ اللَّهُ عليهِ ، فإذا التفتَ أعرضَ اللَّهُ عنهُالراوي : جابر بن عبدالله المحدث : ابن القيم، خلاصة حكم المحدث :صحيح
درب نفسك بكلمات الذكر وبإستحضار النية أن ستقف أمام وليك ومليكك وخالقك الذي بيده ملكوت كل شيء، بيده صحتك ومرضك، غناك وفقرك، شقاءك وسعادتك، حدث نفسك بذلك فربما خشعت لله الواحد القهار.

وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

أول دعاء نقوم به في الصلاة هي فاتحة الكتاب، فلنخلص لله ونتلوها حق تلاوتها، وليكن حالنا هو الحمد لله رب العالمين، الذي جعله الله بين اسميه الرحمن الرحيم في الأول والآخر.

كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)

ينتابني إحساس قوي، بأننا عندما نخشع في صلاتنا ونقف في ذٌل وخشوع بين يدي الله فإنه سبحانه يعيدنا سيرتنا الأولى، يعيدنا لفطرتنا السليمة النقية، وصبغتنا الأساسية التى صبغنا الله عليها، هذا والله أعلى وأعلم.

فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)
(الأعراف)

لا يجب أن ننسى أبدا أن هناك فريقان، فريق في الجنة وآخر في النار، والتقسيم بدأ منذ أن هبط سيدنا آدم إلى الأرض، وفي عصرنا هذا فإن التقسيم أصبح بلا مواراة، فقد أفصح كل فريق عن نواياه، ومنهم من خلع عن وجهه القناع وعرى نفسه بغير حياء.الآن سلنبي نداء ربنا تبارك وتعالى في خشوع ومذلة ورضا لعلنا نرتاح من سوء المنظر ويقينا ربنا سوء المنقلب إن شاء الله:
متن الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال :
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادي :
كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم
يا عبادي:
كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم
يا عبادي
كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم
يا عبادي
إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم
يا عبادي
إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحريا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
رواه مسلم .

No hay comentarios:

Publicar un comentario