30 jul 2015

التواضع لله الواحد القهار يطهرك من الشرك ويجعلك من الناس محبوبا

المودة والرحمة وعلاقتها بالتواضع لله رب العالمين 
فالتواضع أول درجات الخشوع للواحد القهار وفي الخشوع براءة من الشرك

اليوم لدينا تمرين من درس سابق سنتدرب من خلاله على التواضع لله رب العالمين ..وهذا التواضع لا يكون حقيقيا وخالصا لله إلا إذا مارسناه مع جميع خلقه... فالتواضع لله هو من أول شروط قبول الصلاة.

نستطيع أن نتدرب فيمن حولنا ممن نحبهم .. أن نتودد إليهم .. ولكن علينا أن لا ننسى أن الله تبارك وتعالىقرن المودة مع الرحمة ... فلا مودة بغير رحمة .. فإن توددنا بفظاظة أو عبوس كان ذلك نفاقا والعياذ بالله ولنُقدم مع المحبة هدية أو ابتسامة أو دعاء جميل هم في حاجة إليه

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)

ولنضع أنفسنا في هذا الفريق .. فريق المحبة في الله .. فريق التواضع لخلق الله .. فريق الإسراع في الخيرات

يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ

فلننطلق من هذه المحبة... محبتنا لله لابد وأن تبدأ بمحبة خلقه .. خاصة الذين وقعوا في حفر الشيطان الرجيم وأعوانه من الإنس .. وقد وقعنا معهم عندما بادلناهم العداء بعداء والسب بالسب والكراهية بالكراهية

أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ

فلنضع أجنحتنا لهم .. ونرحمهم ليرحمنا ربنا

يحكى أن شخصا قال للحسن البصري أن جاره قد اغتابه بالأمس فأمر الحسن البصري خادمه أن يقدم لجاره أفضل ما لديه من تمر وأن يقول له بلغنا أنك قد أعطيتنا من حسناتك بالأمس فاردنا أن نكافئك على هذا 


العقل البشري يعمل بقانون التراكم
د/ إبراهيم الفقي رحمه الله

عندما نقوم بعمل ما يوميا .. ولمدة طويلة أو قصيرة .. هذا العمل يصبح عادة يشتغل عليها العقل البشري.. فمثلا الصانع المحترف تجده يقوم بعمله وهو يتكلم أو يحكي قصة معينة .. لأن عقله قد تعود على هذا العمل فيقوم به بشكل تلقائي.. لقد جعل الله تبارك وتعالى فينا قدرات عظيمة تجعلنا نسجد لله شكراوشكر هذه النعم هي بأن يمتد النفع بها إلى الناس بل إلى كل المخلوقات، فعندما نتعود على التواضع سنجد أنفسنا دائما متواضعينلله رب العالمين في صور تعاملنامع خلق الله جميعهم
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ مِمَّنْ تَوَاضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي ، وَلَمْ يَسْتَطِلْ عَلَى خَلْقِي ، وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى مَعْصِيَتِي ، وَقَطَعَ نَهَارَهُ فِي ذِكْرِي وَرَحِمَ الْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالأَرْمَلَةَ ، وَرَحِمَ الْمُصَابَ ، ذَلِكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ ، أَكْلَؤُهُ بِعِزَّتِي ، وَأَسْتَحْفِظُهُ مَلائِكَتِي ، أَجْعَلُ لَهُ فِي الظُّلْمَةِ نُورًا ، وَفِي الْجَهَالَةِ حِلْمًا ، وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ .
وهنا عندي آية تضمن صحة هذا الحديث

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)

يقيمومن الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .. حالهم مع الله أنهم راكعون في تواضع .. فأقامة الصلاة هذه حالهم مع الله تبارك وتعالى ... ويعطون الزكاة وهم في نفس الحالة .. حالة الخشوع والركوع والإستسلام لله رب العالميناللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وادخلنا اللهم برحمتك في عبادك الصالحينوالحمد لله رب العالمين

No hay comentarios:

Publicar un comentario