30 jul 2015

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ


قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .
ولدينا نداء من رب العالمين لعباده المؤمنين يأمرنا فيه ربنا بالإستعانة بالصبر والصلاة لنخلص الدين لله رب العالمين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153 البقرة)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وتب علينا واغفرلنا وطهرنا من الشرك كله ظاهره وباطنه، وأعيننا اللهم على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.

هل نستطيع أن نتأخر في تلبية استدعاء رئيسنا في العمل ؟ بالطبع لا ؟ هل نؤجل حصولنا على شيء نحبه وتهواه أنفسنا لبرهة من الوقت؟ هل يعقل أن نعبد الله ولا نلبي نداءات؟ بالطبع لا ..

لذلك وبناء عليه :
مطلوب من حضراتكم حفظ نداءات سورة البقرة حسب ترتيب نزولها هنا في هذه الصفحة، يعني تقريبا نداء واحد كل أسبوع أو أكثر حسب سرعة فهمنا وتطبيقنا له، وأنا أولكم...·
أيها السادة لا جدوى من قراءة القرآن بدون تطبيقه فقد قال العلماء أنه هجر للقرآن.
·ولا جدوى من حفظ القرآن بغير تطبيقه فيكون شاهدا علينا بدلا من أن يكون شاهدا لنا يوم القيامة.
·لا جدوى من فهم النداء بغير العمل به.
·ولا جدوى من الوصايا لو لم نعمل بها ونوصي بها غيرنا.
الآن سنتكلم قليلا عن الصبر والصلاة وعلاقتهما بالإخلاص لله فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى به في كثير من الآيات...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
(5 سورة البينة)
ولدينا أخرى خطيرة جدا وفيها تقسيم لكل من الإنس والجن:
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)
(سورة الأعراف)
والآن سنعيش مع النداء الثاني لنعرف ما هي الأخلاق التى ادخرها لنا ربنا لنتحلى بها بعد أن نتخلى عن كل خًلق سيء يجرنا جرا إلى الشرك بالله والعياذ بالله :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لبيك ربي وسعديك، إن الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك لبيك.مما لا شك فيه أن الله قد أعطانا هنا لقب مؤمن بالله، وفي تكملة الآية يعطينا معطيات وحيثيات الثبات على الإيمان:
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
كلنا يعرف أن الصلاة فرضت في سدرة المنتهى، حيث تم العروج بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خصيصا ليعطينا ربنا الصلاة ويكتبها علينا في جو سدرة المنتهى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلا سيد الخلق كلهم أجمعين الذي اصطفاه ربه من بين خلقه ليكون للعالمين هدى ورحمة مهداة من العزيز الحميد صلى الله عليه وسلم... ومع ذلك فقد قدم الله تبارك وتعالى الصبر على الصلاة لما له من أهمية بالغة بالغة بالغة...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
إذا فالصبر لنستعين به في أمور الدنيا، فلا يوجد شيء على وجه الأرض إلا ويحتاج لصبر بإقتناع، فالصبر هو أداة تدريب النفس للتلقي عن الله العلي العظيم نفحات وهبات وبركات الصلاة...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
الآن لدينا بمنتهى الوضوح أمورا ثلاثة، الإستعانة، ثم الصبر ثم الصلاة، وهذه الثلاثة توصلنا بإذن الله إلى معية العزيز الحميد ..سنتكلم بالتفصيل إن شاء ربنا الرحمن عن الصبر وضياءه وأخلاقه.. وعن الصلاة والراحة المنشودة ونفحاتها والغاية المطلوبة منها في المرات القادمة إن شاء الله.

الإخلاص هو الفارق بين التوحيد والشرك
عن الإخلاص نقلت لحضراتكم بعض ما قيل عنه من إحدى المجلات الإسلامية :أما الإخلاص فعمل قلبي محض تنعكس آثاره على الجوارح، وهو روح الأعمال؛ إذ نسبته للعمل كالروح للجسد. وعلى قدر ما يحقق العبد من الإخلاص في اعتقاده وعمله يكون ترقّيه في سلك المخلصين.وعلى هذا النحو، ينبغي التفريق بين مصطلح التوحيد ومصطلح الإخلاص؛ لأن الدلالات تختلف والعلاقات تتشابك؛ فالتوحيد إفراد لله - تعالى – بالربوبية والألوهية وصفات الكمال ونعوت الجلال، والإخلاص هو روح الأعمال بالنسبة للعباد، وهو الفرقان بين التوحيد والشرك.ونحن هنا لنستعين بالصبر والصلاة على إخلاص الدين لله رب العالمين والتخلص من كل شبهة شرك، في أفكارنا أو مشاعرنا أو نوايانا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153 البقرة)

وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
(سورة يوسف)
راجعو معي الآيات وردوا إلى حيويتي ونشاطي بأسألتكم حتى أطمئن عليكم، فإن الله تبارك وتعالى ينادي علينا ليأمرنا بما ينفعنا وينهانا عن ما يضرنا، وهنا سنستعين بالصبر والصلاة لنخلص أفكارنا وقلوبنا من كل شبهة شرك بالله والعياذ بالله.

سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

No hay comentarios:

Publicar un comentario